الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نوبة هلع وأتناول الأنديرال عند اللزوم وأخشى التعب في رمضان، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور بعد الحالة التي أصابتني في رمضان الماضي وبقيت عليها شهرين كاملين وهي دوخة شديدة طول الوقت وفجأة تزداد علي لدرجة لا أقدر الوقوف وتبدأ قدمي وجسمي بالرعاش الشديد وأحيانا قلبي بالخفقان فاضطررت لأفطر كل رمضان.

عرفت بعد شهرين وبعد زيارة عدة أطباء أنها هستريا أعصاب أو نوبة فزع، وبعد العلاج بالأنديرال وسلبيريد 50 تحسنت كثيرا ولله الحمد وعدت إنسانة طبيعية متوازنة.

دكتور لكن المشكلة استمرت معي وهي لازلت، أخاف من الدوخة وهي نفسيا عندي يعني أخاف أن أظل فترة طويلة بدون طعام ، أخاف أن أشعر بالجوع حتى لا أشعر بتلك الدوخة، وحتى وإن شعرت بالجوع تراني أضطرب وأتوتر وأتحسب من أي دوخة ولدرجة يا دكتور صرت أحسب أنا من كم ساعة ما أكلت سأدوخ إذا لم أكل وأحيانا آكل ولا أكون جائعة وخاصة إذا كنت أريد أن أخرج من البيت.

فماذا أفعل بحالتي وخاصة رمضان على الأبواب، أريد علاجا سلوكيا لحالتي، أحاول جاهدة أن أبقى بدون طعام لأمرن نفسي لكن أخاف وفورا آكل أي شيء قطعة شوكولا أو تمر أو سندويشة صغيرة.

علما أني لما أشعر بالجوع أشعر بحرارة داخلية جدا تصل لرأسي ولا أعد قادرة على التفاعل مع أحد وخاصة عندي طفلين.

علما أنني الآن فقط أتناول عند الحاجة أنديرال فقط ووزني 60 كيلو زطولي 160 وكل تحاليلي سليمة كلها .

فأرجوكم ساعدوني بنظام غذائي مثلا أو أي شيء تدريبي قبل رمضان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فمن الواضح جدًّا أن حالتك هي نفسية المنشأ، ولذا هي لا تحتاج لأي نوع من النظام الغذائي، المطلوب هو أن تزيدي قناعاتك بأن هذه الحالة هي حالة نفسية وليست عضوية، والحالات النفسية حتى وإن كانت ليست تحت إرادة الإنسان لكن الإنسان إذا أقنع نفسه وذاته بأن هذا الأمر أمر نفسي ويجب أن لا يشغله ويجب أن يتجاهله ولا يعش تحت وطأة القلق من جراء الحالة، هذا يعتبر أمرًا كافيًا.

أنت لديك مؤشرات جيدة جدًّا، وهو أن استجابتك للسلبرايد - والسلبرايد دواء بسيط جدًّا، وهو مضاد للقلق وليس أكثر من ذلك - هذه الاستجابة في حد ذاتها يجب أن تكون دافعًا سلوكيًا قويًّا لك في أن تقتنعي قناعة تامة أنه لن يحدث لك مكروهًا، أن هذه الدوخة ليست دوخة حقيقية، وأنه لن يصيبك أي مكروه في رمضان، بل على العكس تمامًا هذا شهر الخيرات والبركة وإن شاء الله تعالى تصومي وتفطري على خير.

ضعي هذه المفاهيم الإيجابية في تفكيرك، لا تضعي مفاهيم وسواسيه قلقية سلبية مسبقة تقودك إلى فكرة أن هذه الحالة سوف تحدث لك في رمضان ولن تتمكني من الصيام.
هذا مهم جدًّا وهذه هي الطريقة العلاجية الرئيسية من وجهة نظري.

المفهوم الآخر وهو ضروري جدًّا هو: أنك في حاجة فعلاً للعلاج الدوائي، ولا أظن أن الإندرال سوف يكون دواءً كافيًا، وأعتقد أن الدواء الأفضل هو زيروكسات، حتى السلبرايد الذي أفادك لا بأس به، ولكنه يؤدي إلى اضطرابات هرمونية لدى النساء، فقد يؤثر سلبًا على هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب).

الزيروكسات يخدم أغراض كثيرة جدًّا، أولاً يزيل القلق ويزيل المخاوف ويزيل الوساوس وإن شاء الله تعالى يكون سببًا في أن تحسي بالأمان والثبات، وتصومي إن شاء الله على خير.

جرعة الزيروكسات المطلوبة: ابدئي بنصف حبة (عشرة مليجرام) تناوليها أسبوعين قبل بداية رمضان، وبعد دخول رمضان، وبعد دخول رمضان ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، استمري عليها طيلة شهر رمضان، وبعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، ولا بأس من تناول الإندرال عند الحاجة، ولا شك أن تمارين الاسترخاء أيضًا مطلوبة في علاج مثل هذه الحالات، فكوني حريصة على ذلك.

كوني إيجابية في تفكيرك، أشغلي نفسك ووزعي وقتك بصورة صحيحة، كل هذا سوف ينتهي إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً