الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالضياع بعد حصولي على درجات متدنية!

السؤال

أنا تحصلت على شهادة البكالوريا بمعدل متواضع جداً، رغم مجهودي طول السنة، وهذا ما جعلني أدخل في حالة اكتئاب؛ لأني لم أكن متوقعة نتيجة كهذه لا تمكنني من تحقيق أحلامي، ولن أدرس في المجال الذي أحبه، وبالتالي أخلاقي صارت سيئة جداً، وصرت أكره الحياة وأرى كل شيء أسود بالدنيا، حتى أني صرت أحقد على كل شخص أحسن مني.

أتمنى أن تساعدوني، لأنني أحس بتأنيب الضمير، ولأن تصرفاتي السيئة ستجعل الله يغضب مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك اختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.

بخصوص ما ذكرت أود أن الفت انتباهك إلى أمر هام، وهو أن الخير لا يكون دائماً في العطاء، بل أحياناً يكون الخير في المنع، وليس ما تشاهدينه من خير أو تريدينه يكون بالضرورة خيراً، والله عز وجل يقول: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فليس الشر دائماً في المجموع المتدني، كما أن الخير ليس في المجموع الأعلى دائماً، فكم من طالب أتى بمعدلات عالية في البكالوريا ليجد نفسه فاشلاً في الجامعة، وكم من طالب أتى بمعدل متدن فيجتهد في جامعته ليجد نفسه بعد ذلك أستاذاً للجامعة، فالأمر يا أختاه لا يتعلق بالرؤية القاصرة، بل يتعلق بما يريده الله للعبد من خير.

أتمنى عليك أختنا الفاضلة التسليم لقضاء الله وقدره، وثقي أن الله سيجعل لك فيه مخرجاً، وقد يكون هو الخير لك وأنت لا تشعرين، هذا أولاً.

أما ثانياً قولك: (ساءت أخلاقي، وأحقد على كل شخص) هذا ما لا نرضاه لأختنا المؤمنة الصالحة - إن شاء الله - ونعيذها بالله أن تتعامل مع الله كما يتعامل بعض الناس إن أعطي الخير شكر وإن ابتلي كفر، فمرد ذلك الخسران المبين كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} فاستعيذي بالله والجئي إليه وسلمي لله في قضائه وقدره، واعلمي أن المنع قد يكون عين العطاء.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك كل عسير، وأن يبارك في عمرك وعملك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً