الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقتنع بمقتضيات الزواج الحقيقية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكركم على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

مشكلتي يمكن أن أبدأها من هنا: أحب الصالحين ولست منهم، أنا محجبة - والحمد لله - منذ 7 سنوات تقريباً، وهذا من فضل ربي، تركت سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام إلا المباح منها، ولكن هذا لا يعني أنني عاصية لربي ومقصرة في حقه في كثير من الأمور.

أشعر دائماً بالندم وبصغر نفسي لتقصيري، مع أني أطمع أن يرزقني ربي بزوج صالح عابد تقي نقي مخلص محب، ولكن في الآن ذاته أشعر أني غير جديرة بشاب بهذه المواصفات من جهة، وأخاف من الزواج كثيراً، ذلك لأني أشعر أنني غير قادرة عن الابتعاد عن والدي، ثم هل أقدر أن تحمل مسؤولية البيت وهي مسؤولية سأحاسب عليها، لاسيما إعطاء حق الزوج، وهو أشد ما يخيفني، وتربية الأبناء التي تستوجب عناية وصبراً كبيرين، فأنا أطمح أن يرزقني الله أبناء أهبهم لله تعالى ولخدمة دينه، وأنا التي لا تكاد تتحمل مسؤولياتها الخاصة، فدراستي تأخذ شغلي الشاغل، ثم إني رفضت كثيراً ممن كلمني في الموضوع يلتمسن خطبتي لأقاربهن، فأرفض دون أن أعرف عنهم شيئاً، لخوفي من المجهول، فماذا أفعل؟

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت لست مريضة والحمد لله تعالى، إلا أن كل الذي ينتابك هو أنك حساسة بعض الشيء، وشخصيتك أيضًا تحمل سمات القلق وبعض الوساوس، والمخاوف الافتراضية التي ذكرتها في رسالتك هي نوع من الوساوس النفسية البسيطة، وحقيقة أنت تعيشين في عالم واقعي وليس في عالم افتراضي، لأن كل أمنياتك المستقبلية هي أمنيات مشروعة وطيبة جدًّا، لكن يظهر أن درجة القلق لديك ارتفعت وتولّد عن ذلك مخاوف ووساوس وبعض الأفكار السلبية.

إذن العلاج يتمثل في أن تعرفي أن هذه حالة قلقية بسيطة، وهذا القلق يمكن أن يوجَّه إيجابيًا، وذلك من خلال التفكير الواقعي، أقول هذا بالرغم من أن تفكيرك ليس فيه عدم واقعية، لكن لا تحملي هموم المستقبل كثيرًا وفوضي أمرك إلى الله، وهذا هو المطلوب.

بدأتِ رسالتك ومشكلتك بأن قلت: (أحب الصالحين ولستُ منهم) لكن يظهر أنك قد نسيت أنك إن شاء الله مع من أحببتِ، فلا تظلمي نفسك ولا تجحفي في حقها، ويجب أن تقدريها التقدير الصحيح.

طاقاتك النفسية والوجدانية من الواضح أنها كثيرة وقوية؛ ولذا أنصحك بأن توجهيها نحو الاجتهاد في دراستك، وممارسة الرياضة التي تصلح مع الفتاة المسلمة، وممارسة تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهذه يمكن تطبيقها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت، ومثل الأشخاص الذين يحملون مثل أفكارك وتوجهاتك وطاقاتك النفسية يناسبهم جدًّا الانخراط في الأعمال الخيرية، خاصة أعمال البر والإحسان، فهي مفيدة جدًّا وتُشعر الإنسان بالرضى، خاصة الذين يحملون قيم اجتماعية ودينية عالية مثل شخصك الكريم، لكن القلق والوساوس تكون مسيطرة عليهم في بعض الأحيان.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وتخوفاتك حول التربية والذرية ومدى جدارتك بالأمومة، وأن تكوني زوجة، أعتقد أن هذا كله قلق وسواسي، فأنت إن شاء الله امرأة صالحة وسوف تكونين ناجحة في حياتك، ونسأل الله تعالى أن يحقق لك كل أمانيك.

هنالك نصيحة استرشادية أخرى مهمة، وهي أنك في حاجة لأحد الأدوية التي تقلل من المخاوف والتوترات الوسواسية، الدواء متوفر في تونس، ويعرف تجاريًا باسم (ديروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) أرجو أن تتحصلي عليه، وهو ليس بحاجة لوصفة طبية في معظم الدول، ابدئي بنصف حبة - أي عشرة مليجرام - تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعيها إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الفاعلة والممتازة جدًّا، وبتناوله مع تطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك إن شاء الله يمنّ الله عليك بالصحة والعافية.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج الخوف من المجهول سلوكياً : 262008 - 259784 - 110736 .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً