الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخفقان والرجفة والدوار والدوخة والغثيان، هل هي من أعراض القلق؟

السؤال

أود أن أعرف هل نوبات القلق المتفرقة والمتباعدة تسبب أعراضا كالخفقان والرجفة والجفاف الشديد بالفم، والدوار والدوخة والغثيان، والرغبة الملحة بالتبول - تقريبا كل 10 دقائق - والإسهال الفجائي، وضيق التنفس، والحاجة للسكريات، هل هذه أعراض نوبات القلق أم مرض آخر؟

سؤالي الثاني: هذه الأعراض بعد أن كانت متباعدة أصبحت عندي متلازمة طيلة النهار، بالإضافة للإرهاق العام وكأنني لا أقدر على حمل جسدي، وبعد الشفاء منها بواسطة سلبيريد وأنديرال - ولله الحمد - هل يمكن أن تنتكس حالتي فجأة؟ لأنه للآن عند الإرهاق في المنزل ومع الأولاد تعاودني ليلاً في منتصف نومي هذه الأعراض ذاتها، وهل الصيام كتعب للجسد يسبب نوعاً من التوتر ويعاود القلق عندي؟ لأني لا أقدر أن أجوع نفسي منعا لحدوث توتر عندي، فكيف الحل برمضان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن القلق له عدة أنواع أو ما نسميه بالتشخيصات المفارقة، أي أنه يقسم إلى أنواع مختلفة، فهنالك القلق الملازم للشخصية وهذه تسمى بالشخصية القلقة، وهنالك القلق المتقطع، هنالك القلق المستمر، هنالك قلق المخاوف، نوبات الهرع، القلق الوسواسي، القلق الذي يأتي بعد الصدمات، والقلق العام كجزء من الشخصية، وفي نفس الوقت يظل كعرض ملازم للإنسان يزداد في بعض الأحيان وينقص في أحيان أخرى، والأعراض التي في رسالتك هي أعراض القلق النفسي ولا شك في ذلك، لكن هذا نوع معين من القلق النفسي نسميه بنوبات الهرع، ويظهر أنها نوبات خفيفة في شدتها ولكنها متقاربة.

العلاج من حيث الأدوية: أنا أعتقد أن الإندرال وحده لا يكفي، والسلبرايد دواء جيد لكنه يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء، وذلك من خلال رفع معدل هرمون الحليب والذي يعرف باسم برولاكتين، كما أن السلبرايد والإندرال تعالج الأعراض ولكنها لا تقتلع المرض من جذوره، والدواء الأفضل هي الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، ومنها عقار سبرالكس، ربما يكون هو الدواء الذي تشير الآن البحوث على أنه الأفضل، وهذا يتم تناوله خلال ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل، والجرعة في حالتك بسيطة، هي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما، تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة أربعة أشهر إلى خمسة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

لا مانع من تناول الإندرال كدواء مساند ومساعد وليس أساسيًا، ويمكن استبدال السلبرايد بالفلوناكسول، أيضًا هو دواء جيد وملطف للتوتر ومزيل للقلق، ويتم تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجراما، يتم تناولها صباحًا، وفي رمضان يمكن أن يكون ذلك بعد الإفطار.

لمنع الانتكاسات ورجوع القلق لابد من التدرب على تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا وممتازة جدًّا وتمنع الانتكاسات، للتدريب على هذه التمارين يمكنك أن تحضري كتيب أو شريط أو CD، أو تتواصلي مع إحدى الأخصائيات النفسيات، وأن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، فهي بالفعل مفيدة جدًّا.

أيضًا ممارسة أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، فيها خير وفائدة كبيرة جدًّا، كذلك التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة فاعلة... كل هذه أسس علاجية سلوكية ممتازة جدًّا، - وإن شاء الله تعالى - بتناول الدواء واتباعك للإرشادات التي ذكرناها سوف تزول هذه الأعراض، وسوف تتجدد طاقاتك النفسية والجسدية، وسيختفي هذا الإرهاق، وستجدين نفسك مقتدرة بالعناية ببيتك وزوجك وأولادك، وتعيشي حياة طبيعية جدًّا.

ليس هنالك ما يمنع من صيام رمضان، بل على العكس تمامًا رمضان هو وقت الاسترخاء ووقت الطمأنينة، ومثل هذه الأعراض خاصة بعد أن تقومي بتطبيق الآليات العلاجية التي ذكرناها لن تواجهك أي مشكلة في صيام رمضان.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً