السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأتمنى لكم كل التوفيق، أما بعد:

أنا امرأة متزوجة منذ 6 سنوات، ومشكلتي بدأت منذ 4 أشهر؛ حيث شعرت فجأة بضيق في التنفس أكاد أختنق، أي أنه لا يمكنني التنفس إلا بعد محاولات عدة أو بعد أن أتثاءب كما كنت أشعر خلالها بألم في الكتف والذراع الأيسر وآلام في الصدر، ذهبت عند طبيب عام ووصف حالتي بأنها حالة قلق لا غير، ووصف آلام الكتف بأنها نزلة برد، ووصف لي دواء ولكن دون جدوى، وبعدها ذهبت عند طبيبة للقلب وأجريت أيكو للقلب، وكانت النتيجة سليمة والحمد لله، ولكن قالت لي بأن ضربات قلبي متسارعة، ثم ذهبت عند طبيبة الأمراض الباطنية وأجريت أيكو للقلب مرتين، وكانت النتيجة سليمة والحمد لله كما أن الضربات ما زالت متسارعة، وقمت بالتحاليل كلها وكانت سليمة والحمد لله، كما وصفت حالتي بأنها حالة اكتئاب وتوتر وقلق شديد.

علما أنني مررت بضغوطات نفسية حادة بعد الولادة، كما أنني مازلت أعاني من آلام الكتف والذراع الأيسر، وآلام الصدر، وأشعر بتشنج وسط الصدر أو ممكن ثقل في صدري ووخزات في القلب، وضيق في التنفس وأصبحت أحس بها وبصورة دائمة، وأشعر بخوف دائم وقلق من كل شيء، أرجو إفادتي، وكيف تشخصون حالتي؟

ماذا تنصحونني؟ جزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإن الوصف الدقيق والمفصل الذي أوردته في رسالتك فيما يخص الأعراض التي تعانين منها يسهل علينا جدًّا عملية التشخيص، وهو أن حالتك من وجهة نظري المتواضعة هي حالة نفسية بحتة ولا علاقة لها أبدًا بالأمراض العضوية.

الإحساس بالألم في الصدر وفي الكتف، والوخزات في منطقة القلب وضيق الصدر، هي الأعراض الجسدية الناتجة من القلق، وربما يقول قائل أن مثل هذه الأعراض تشبه لدرجة كبيرة أعراض أمراض القلب خاصة ضيق الشرايين التاجية، التفسير لهذا الموضوع هو أن الناس الآن انشغلوا كثيرًا بأمراض القلب، ومن خلال ما يسمى بالتأثير الإيحائي أصبحت تظهر عند الناس أعراض جسدية ناتجة من القلق تشبه لدرجة كبيرة ما نشاهده في حالة الإصابة بأمراض القلب.

هذا هو التفسير العلمي لما تعانين منه، إذن الحالة هي حالة قلق نفسي، وبدأت أولاً بما نسميه بنوبات الهرع، هذا الشعور المفاجئ بالضيق في التنفس، وما تبعه من أعراض هو مؤشر حقيقي أن النوبات التي بدأت كانت نوبة هرع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد.

مع احترامي الشديد لرأي الطبيب لم أستشعر أنه لديك حالة اكتئاب حقيقية، أتفق معه في موضوع التوتر والقلق، لكن لا أرى أنك تعانين من اكتئاب حقيقي، ربما يكون هنالك عدم لطف في المزاج أو شعور بعسر في المزاج، وهذا تفاعل إنساني طبيعي في حالة الإصابة بالقلق والتوتر وأن يكون الإنسان مشغولاً حول صحته الجسدية.

العلاج يتمثل في الآتي:

أولاً: يجب أن تقتنعي أن الحالة حالة نفسية.

ثانيًا: هي من الحالات النفسية البسيطة.

ثالثًا: الضغوطات الاجتماعية ربما تكون مرسبات تساعد على ظهور مثل هذه الأعراض، لكن لا يوجد أحد لا يعاني من صعوبات اجتماعية، هي جزء من حياة الناس يواجهها الإنسان بالصبر، وبالتوكل، وبشيء من الجلد والإصرار والعزيمة، وأن يفكر الإنسان فكرًا إيجابيًا، هذا كله يقلل جدًّا من وطأة هذه الأعراض.

رابعًا: خط العلاج الثاني هو أن تحرصي على ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة سوف تكون جيدة جدًّا بالنسبة لك، هذا الضيق والشعور بالخفقان والآلام العضلية الجسدية في منطقة الصدر والكتف سوف تنتهي تمامًا بممارسة الرياضة.

خامسًا: الاستفادة من وقتك وتنظيمه وإدارته بصورة جيدة وصحيحة، وأنت لديك الكثير الذي يمكن أن تقومي به في بيتك والعناية بزوجك والتواصل الاجتماعي، تلاوة القرآن والسعي لحفظه، الانخراط في العمل الاجتماعي، هذا كله يجعل الوقت مشغولاً بصورة صحيحة مما يكون له عائد إيجابي جدًّا على صحتك النفسية إن شاء الله تعالى.

النصيحة الأخيرة في العلاج هي أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، والذي سوف يساعد على تحسين مزاجك في نفس الوقت، وأنا أرى أن عقار زيروكسات والذي يسمى في الجزائر بـ (ديروكسات) والذي اسمه العلمي هو (باروكستين) هو من أفضل الأدوية لعلاج مثل حالتك، يمكنك أن تتشاوري مع الطبيبة إذا رأيت ذلك، لكن الذي أؤكده لك أن هذا الدواء دواء جيد وسليم ولا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

جرعة الديروكسات هي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناوليها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ختامًا: أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، وكل عام وأنتم بخير، وأؤكد لك مرة أخرى أن حالتك هي حالة نفسية بحتة، ولا علاقة لها بأمراض القلب أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.