الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج التحسس من بعض الكلمات وعدم إرادة الخروج من البيت؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا أعاني من التحسس من بعض الكلمات المعينة المرتبطة بتجارب سابقة في الماضي مثل:(لقب معين ، مهنة, تجربة عمل فاشلة) فعند ذكر إحدى الكلمات من قبل صديق بقصد أو بدون قصد ينتابني شعور بنوبة هلع, ويصاحبها تغير لون الوجه, وتعرق, وألم, أو تقلصات في المعدة, وشيء أشبه بالتنميل في الوجه والساقين, في بعض الحالات تظهر بعض الأعراض وليس كلها.

المشكلة: أن الناس ينتبهون للأعراض عندما تظهر والبعض منهم يستغلها ويركز في وجهي وعلى تصرفاتي, علما أن مثل هذه الكلمات أجدها عند البعض عادية ولا توثر فيهم.

كذلك لا أحب الخروج من البيت لغرض الترفيه أو التسلية مع الأصدقاء، وعندما أريد أن أخرج أتردد ويبدأ صراع داخل نفسي: أخرج أم لا؟ وغالبا ينتهي الصراع ببقائي في البيت.

قرأت بعض الكتب عن تقدير الذات واحترامها, ومارست تمارين الاسترخاء فشعرت أن الأعراض خفت قليلا.

قرأت بعض الاستشارات في الموقع وعرفت أن دواء (cipralex) مناسب لحالتي فهل أستطيع استخدامه؟ وكيف؟

أرجو الإفادة منكم خصوصا أني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لظروف عائلية واجتماعية.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

الأمر الأكثر وضوحا في وصفك هو: حالة التردد في موضوع الخروج من البيت، والذي ينتهي عادة بعدم الخروج, وقد تكون هذه الحالة عادة نوعا من رهاب الخروج من البيت، وإن كان موضوع الخروج من البيت ليس هو الأساس، وإنما هو عادة ثانوي لمشكلات وصعوبات التواجد مع الناس في الأماكن المزدحمة كالأسواق والسوبر ماركات، طبعا ليس في سؤالك ما يشير بالذات لصعوبة التواجد في الأماكن الكبيرة المزدحمة، ولكني أفترض هذا الأمر من خلال التجارب.

وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الأعراض مع نوبات الذعر التي وصفتها في سؤالك، حيث يشعر الإنسان بتسارع نبضات القلب، وصعوبة التنفس، والارتعاش واحتمال التعرق، ويشعر أيضا ببعض الإحساسات الغريبة وكأنه سيغمى عليه. ومثل هذه النوبات هي التي تجعله يجنّب الأماكن المزدحمة كالأسواق وغيرها.

والمشكلة أنه كلما تمثل هذه الأماكن كلما ضاقت عليه الأمور، وصعب عليه ارتياد هذه الأماكن، بل قد يصل إلى حالة يصبح فيها حبيسا لبيته لا يغادره إلا بصعوبة كبيرة.

وانطلاقا من هذا التوصيف لتطور الحالة يستنتج الإنسان أن أفضل علاج هو العلاج السلوكي باقتحام هذه الأماكن، إما بشكل فجائي ودفعة واحدة لأكبر متجر في المدينة، ووقت الازدحام، وهي تسمى طريقة "الغمر"، وإما الطريقة الألطف والتي يفضلها معظم من عنده هذه المشكلة، وهي التعرض التدريجي لهذه الأماكن، بحيث يبدأ بالمحلات الصغيرة، وبعيدا عن أوقات الازدحام، ومن ثم يقترب رويدا رويدا من المحلات الأكبر فالأكبر، وفي أوقات الازدحام، وهكذا حتى يعود للحالة "الطبيعية" التي كان عليها.

وأحيانا يمكن أن نصف مع العلاج السلوكي أو السلوكي المعرفي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ليس لأن الشخص يعاني من الاكتئاب، وإنما لأن بعض أفراد هذه الزمرة من الأدوية تساعد في بعض حالات القلق ونوبات الذعر، وتعين أيضا في تخفيف أعراض رهاب الأماكن المزدحم، وصعوبات الخروج من البيت.

والدواء الذي ذكرت هو واحد من مجموعة كبيرة من هذه الأدوية. وأنصحك إذا أردت استعمال واحداً من هذه الأدوية أن تراجع أقرب طبيب نفسيّ لك، لأن مثل هذه الأدوية تحتاج لاستشارة طبية متخصصة.

ولا شك أن تمارين الاسترخاء التي ذكرت في سؤالك تُعين كثيراً إن أحسنا استعمالها بالطريقة الصحيحة، وكذلك الأنشطة العضلية والرياضية المختلفة.

نسأل الله الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً