الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النحافة الشديدة وصغر حجم الثديين فما هو الحل؟

السؤال

السلام ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني من صغر حجم ثديي، مع العلم بأن كل البنات اللاتي في العائلة لسن مثلي، طولي 161سم، ووزني 45، والدورة غير منتظمة، حيث أنها تنزل علي فترات متباعدة جدا، مدتها من 5-6 أيام، ولم أعمل أي فحص من قبل، لأنهم قالوا أنها ستنتظم مع الوقت.

وبالنسبة لوزني فأنا نحيفة، وأحتاج حلاً لهذه المشكلة أيضا، ولا أعاني من أي أمراض.

مع العلم بأن صديقاتي في نفس وزني وطولي، ولكن لا يعانون من صغر حجم الثديين.

ونشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك يا عزيزتي بأن حجم الثدي يتحدد بعاملين:

العامل الأول والأساسي: هو العامل الوراثي، وحتى لو كان قريباتك لا يعانين من هذه المشكلة, فهذا لا يلغي دور الوراثة، فالوراثة تأتي من طرفي الأم والأب، وتمتد إلى جذور شجرة العائلتين أيضا, فقد تكون مورثات صغر الثدي موجودة في كل من عائلة والدتك وعائلة والدك بنفس الوقت, أي أنك ورثت الصفة من الطرفين, لكن قريباتك لم يرثنها إلا من طرف واحد, فعدل الطرف الآخر من تأثيرها.

فقوانين الوراثة هي محصلة لعدة أمور ولعدة مورثات, ومنها ما يكون تأثيره بالتأثير التراكمي, وقد تظهر في جيل ولا تظهر في جيل آخر, فالوراثة ليست بهذه البساط.

وسأضرب لك مثالا: قد ينجب الزوجان اللذان لا يملكان شعراً أشقر طفلا لون شعره أشقر بدون أن يكون بين أقربائه من الجيل الموجود شخص أشقر, أو قد ينجب الزوجان القصيران طفلاً طويلا مع أن أقرباءه الموجودين يتصفون بالقصر أو العكس.

العامل الآخر الذي يؤثر على حجم الثدي ولكن تأثيره بسيطاً نوعاً ما هو: الوزن، فعندما يزداد الوزن فإن الشحم يزداد في كل أنحاء الجسم، ومن ضمن ذلك جدار الصدر الأمامي, فيتجمع بعض منه خلف الثدي (وليس داخله) مما يدفع الثدي إلى الأمام بعض الشيء, فيبدو أكبر حجماً (وهذا ما يحدث حتى في الرجال) ، والزيادة هنا لا تكون على حساب نسيج الثدي, بل بسبب سمنة جدار الصدر, وبالطبع عند انخفاض الوزن يحدث العكس.

وقد تجدي فتياتٍ نحيفات لكن أثداءهن كبيرة, لأن لديهن مورثات الثدي الكبير كما سبق وذكرت من طرفي الوالدين, وبالعكس تجدي فتيات بدينات وأثداؤهن صغيرة، لأنه لديهن مورثات الثدي الصغير أيضا من طرفي الوالدين, فالوراثة هي الأساس ولها يعود أغلب التأثير كما سبق وذكرت.

ويبدو لي بأن المشكلة عندك هي بسبب مشترك -أي بسبب وراثي بالإضافة إلى نقص شديد في وزنك-.

ما أنصحك به هو أن تعملي على زيادة وزنك, وهذا ليس فقط من أجل الثدي ولكن من أجل انتظام الدورة وانتظام عمل المبيضين على المدى البعيد, فوجود الشحوم في جسم الأنثى ضروري جدا بل وأساسي لتشكيل الهرمونات الأنثوية، ولحسن عمل المبيض, فالوزن المثالي لمن كانت في مثل طولك هو بحدود 60 كلغ -أي يتوجب عليك زيادة وزنك 15 كلغ تقريبا-.

ولتحقيق هذا الهدف يجب العمل بشكل متدرج، بحيث يزداد وزنك بمعدل 1 كلغ كل أسبوعين مثلا, أي 2 كلغ في الشهر, وللحصول على هذه الزيادة عليك أن تزيدي المتناول من السعرات الحرارية التي تتناوليها في اليوم بمقدار 500 سعرة حرارية, وهو ما يعادل مثلا تناول شطيرة لحم أو جبن مع كوب حليب كامل الدسم زيادة على ما اعتدت تناوله يوميا, فإن أضفت 500 وحدة حرارية إلى طعامك اليومي, فبعد تقريبا 7 أشهر ستصلين إلى الوزن المثالي لطولك, وستلاحظين زيادة في حجم الثدي بإذن الله.

وللأسف لا توجد أدوية آمنة لتكبير الثدي, والحل الوحيد هو الجراحة التجميلية وهو ما لا ننصح به.

وننصح دوما بأن تقبل الفتاة نفسها على طبيعتها، وأن تشكر الله عز وجل على نعمة الصحة والعافية دائما.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً