الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتاة والرهاب الاجتماعي والأدوية المناسبة لهما.

السؤال

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وخصوصاً التوقف عن الكلام عندما أكون أحكي قصة طويلة أو أقول نكتة، ولكن ليس دائماً يحصل هذا الموقف، تقريباً 50% من المواقف التي أمر بها يتوقف عندي الكلام، وأحس أنه ليس لدي نفس!! رغم أني أتكلم مع نفسي جيد جداً.

أشعر بقلق وتوتر مستمر، وخفقان القلب، ذهبت لدكتور مصري معروف عندنا منذ (8) شهور تقريباً، وكتب لي دواء السيروكسات ومشيت عليه فترة، ولكن تحسنت تحسناً بسيطاً جداً، بعد ذلك كتب لي دواءً اسمه (سافينيز) بجانب (السيروكسات) لكن أيضاً التحسن كان بسيطاً جداً، بعد هذا غير لي الدواء تماماً لدواء الباركوستين، ولكن مازلت أعاني من نفس المشكلة، وهي التوقف في الكلام، وهي تعيقني عن حاجات كثيرة في حياتي، وتوقفت عن السافينيز بدون أن آخذ رأي الدكتور، لأني أحسست بعدم فائدته.

قرأت كل صفحات الموقع، ورأيت أنكم كتبتم أكثر من وصفة لأصحاب نفس المرض، مثل انافرانيل، بروبرانولول، زاناكس، اتيفان، بروزاك، سبرالكس، اوروركس، هلوبيريدول، فلوناكسول، وكنت سألت الدكتور عن طريق التيلفون، ونصحني بالسبرالكس والفلوناكسول معاً، ولكن لم يذكر لي الجرعات، ولم يذكر لي أيضاً طريقة التخلص من الباروكستين تدريجياً.

أتمنى أن تردوا علي، هل الوصفة هذه سليمة؟ وما هي الجرعات التي أبدأ بها للدوائين؟ وطريقة التخلص من الباروكستين تدريجياً؟ ولو هناك بديل للفلوناكسول، لأنني سألت أكثر من صيدلية فلم أجد أفضل من السبرالكس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك تعاني من حالة بسيطة، وهي نوع من الرهاب الاجتماعي الظرفي، وأعتقد أيضًا أنها وساوس قهرية من درجة بسيطة سيطرت عليك، خاصة فيما يخص انقطاع النفس عند الكلام.

الذي أرجوه منك هو أن تتجاهل تمامًا هذه الأعراض، وتصحح مفاهيمك حول الرهاب الاجتماعي، فالكثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يأتيهم الاعتقاد بأنهم أقل من الآخرين، بأنهم لا يستطيعون السيطرة على المواقف الاجتماعية، وبأنهم محدودي المقدرات فيما يخص المهارات الاجتماعية، وأن الآخرين يقومون بمراقبتهم، وأنهم سوف يُفضحون أمام الآخرين، هذه كلها مفاهيم خاطئة، مفاهيم ليست صحيحة.

الخوف والرهبة الداخلية هي شعور شخصي جدًّا لا ينعكس على الآخرين، ولا يشعرون به، حتى التلعثم والرجفة التي يتحدث عنها البعض هي ليست حقائق، أو على الأقل ليست مجسمة كما يراها صاحبها، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: في الأصل حالتك بسيطة، وبالمزيد من المواجهة وبالمزيد من التحدث في المواقف الاجتماعية، والإصرار على ذلك، - إن شاء الله تعالى - سوف تتخطى هذه العقبة.

أنت في حاجة شديدة للتدرب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، وهي تمارين بسيطة جدًّا، لتطبيقها:

1) اجلس في مكان هادئ.

2) أغمض عينيك.

3) افتح فمك قليلاً.

4) خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف.

5) اجعل صدرك يمتلأ بالهواء.

6) أمسك الهواء لفترة قصيرة.

7) أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، كما أنه من الأفضل لك أن تتعود الربط ما بين الكلام وما بين التنفس، حاول دائمًا أن تأخذ نفسًا (شهيقًا) قبل بداية الكلام.

أمر آخر مهم جدًّا هو: أن تتدرب على تلاوة القرآن بمعاونة أحد الأخوة المشايخ، قراءة القرآن تعلم الإنسان كيفية تطويل النفس والربط ما بين الكلام والتنفس، هذه مهمة جدًّا، وأعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرًا أيها الأخ الفاضل الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية متشابهة ومتقاربة، والزيروكسات يعتبر من الأدوية الجيدة لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي، لكن ليس من الضروري أن يفيد هذا الدواء جميع الناس، لأن فعالية الدواء تعتمد على البناء الجيني والوراثي والكيميائي للإنسان، فيظهر أن الدواء لم يناسبك لأنه لم يناسب المنظومة الجينية لديك، أو ربما تكون الجرعة التي تناولتها غير كافية.

السبرالكس علاج متميز وجيد، والفلوناكسول يعتبر علاجًا مساعدًا، وأنا ليس لي اعتراض أبدًا على السبرالكس، لكن أرى أن المودابكس والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ربما يكون علاجًا أنسب بالنسبة لك، خاصة أن تكلفته مقارنة بالسبرالكس ممتازة جدًّا، كما أن المودابكس قريبًا جدًّا للزيروكسات ولا يحتاج لأي نوع من التحوطات الخاصة حين تنتقل من هذا إلى ذاك، أضف إلى ذلك أن المودابكس يقال أنه أكثر فعالية في بعض الحالات، فأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

يمكنك أن تتوقف عن الزيروكسات بأن تخفضه إلى نصف حبة يوميًا - إذا كنت تتناول حبة كاملة - وبعد أسبوع ابدأ مباشرة في تناول المودابكس بجرعة حبة كاملة، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الزيروكسات واستمر على المودابكس، وبعد مضي شهر ارفع جرعة المودابكس إلى حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وهذه يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا كان اختيارك هو السبرالكس فالسبرالكس قريب جدًّا للزيروكسات، وكل المطلوب هو أن تخفض جرعة الزيروكسات إلى النصف وتبدأ بتناول السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام، وبعد عشرة أيام توقف تمامًا عن الزيروكسات، وارفع جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام واستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

الفلوناكسول الأدوية البديلة له في مصر هي (الموتيفال) والموتيفال دواء بسيط وقريب جدًّا للفلوناكسول، والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة، ويوجد أيضًا البسبارون كبديل أيضًا للفلوناكسول، لكنه دواء بطيء في فعاليته بعض الشيء.

أيها الفاضل الكريم: نصيحتي لك بصفة عامة هي أن تجعل حياتك فعالة، استفد من وقتك بصورة صحيحة، لا تدع للفراغ مجالاً ليسيطر عليك، وانطلق بنفسك وجسدك وفكرك نحو مستقبل زاهر وباهر - إن شاء الله تعالى -.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً