الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي متدين وحسن الخلق لكنه كتوم وغامض، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، لدينا طفلة، أشعر طول الوقت بمسافات بيني وبين زوجي، فهو يعاملني برسمية ولا يبوح لي بما في قلبه.

حاولت مرارا أن أتقرب إليه، ولكن دون جدوى، وناقشت هذه المشكلة معه، وهو يقر بها، ويقول إنه تربى على ذلك، وهذا طبعه.

حاولت تقبل الحياة بهذا الشكل، علماً بأننا نعيش في بلد أوربي بعيدا عن عائلتي، ولكني لم أستطع.

أشعر بالوحدة والملل والحزن الشديد، أصبحت لا أفكر إلا في هذه الأمر، ولا أستطيع الحياة في راحة واستقرار، وأعاني من الأرق في النوم، وبدأت صحتي النفسية والجسدية في تدهور.

إنه حسن الخلق ومتدين، ولكني أخشى أن حبي له بدأ يتأثر بسبب بعده عني فكرياً.

أنا في حيرة شديدة، وأحيانا أفكر في الطلاق، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرجو أن لا تكوني مصابة بشيء من عسر المزاج، وعدم القدرة على التحمل وهي التي دفعتك لتنزعجي كثيرًا حول منهج زوجك الحواري المحدود كما ذكرت، هذه نقطة مهمة وددت أن أبدأ بها، وذلك لأننا كثيرًا ما تتبدل مشاعرنا ويقل تحملنا لأمور كنا نقبلها ولا نجد صعوبة في التعامل معها، ولكن الشعور بالكدر أحيانًا يتسلط على الإنسان ويقلل من صبره ويجعله يبالغ في تعظيم وتضخيم الأمور السلبية، ويتناسى ما هو إيجابي وأفضل.

هذه نقطة وددت أن أذكرك بها، لأنك ذكرت أنك أصبحت تعانين من صعوبات في النوم، وأجهدتِ نفسيًا ومعنويًا، حتى هذا الأمر أثر على صحتك الجسدية.

إن كان الأمر هكذا فأعتقد أنه لا بد أن تراجعي صحتك النفسية، وذلك من خلال مقابلة مختص، وإن كانت فعلاً بوادر الاكتئاب مسيطرة عليك فأعتقد أن تناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج سوف يفيدك كثيرًا.

ثانيًا: هذا الزوج العزيز، ما دام ذا خلق طيب ومتدين، فلا بد أنه ذو سمات إيجابية أخرى، أريدك أن تركزي على إيجابياته، وتحاولي أن تضخميها وتعززيها وتطوريها، وفي نفس الوقت تتناسي وتتغاضي بل تجدي له العذر في مسلكه السلبي، وكما تعرفين أيتها الفاضلة الكريمة فالناس ليسوا بشريحة واحدة، لا في طبائعهم ولا في منهجهم ولا في طريقة تعاملهم.

هذا الرجل الكريم ربما ينظر إليك بنفس المستوى أنك لا أقول فضولية، ولكن تودين معرفة كل شيء عنه، أرجو أن تعذريني في هذا، لكن وددت أن أذكرك بأن أحكامنا يجب أن تكون متجردة، ومثل ما تكون لنا رؤيا في أشياء معينة حول الآخرين فيما يخص مسلكهم فهم أيضًا ربما تكون لديهم وجهات نظر. هذا من ناحية.

الناحية الأخرى: أريدك أنت أن تكوني بالفطنة والحذاقة وتطرحي مواضيع مع زوجك خاصة حين يكون مزاجه طيباً، اطرحي أي موضوع، سواءً يتعلق بشأن الأسرة، أو حول الآمال المستقبلية، أو حول ما يدور الآن من أنشطة وتحركات معرفية شبابية في عالمنا العربي، وهكذا. اطرحي أنت مواضيع معه.

هنالك أمر آخر: اقترحي عليه أن تقوما بتلاوة القرآن الكريم مع بعضكما البعض، مرة أو مرتين في الأسبوع مثلاً، هذا يزيد من الترابط، أو حتى شرح موضوع ديني أو غيره، هذه نوع من الحوارات ربما يكون فيها الطابع الرسمي، لكنها تليّن العلاقة بين الأزواج، وأرجو أن لا تنتقصيه في هذا السلوك، هذا مهم جدًّا، ودائمًا أشيدي وأشيري إلى إيجابياته.

لا تكوني محتارة أبدًا، أنت إن شاء الله على خير، وزوجك على خير، والتفكير في الطلاق هذا أمر لا داعي له مطلقًا، أنت لا تعيشين في مصيبة وزواجك مستمر وسوف يستمر، فقط المطلوب منك شيء من القبول وشيء من التسامح والصبر والمساندة لزوجك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً