الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي تشاؤم بشهر مايو بسبب حدوث الكثير من الأحداث فيه، فما الحل؟

السؤال

حكايتي هي كما يلي:
الأب والأم تزوجا في شهر مايو، وأنا ولدت في شهر مايو، عندما بدأت المشي كان عمري سنة، معناه في شهر مايو.

بعدها بأيام مرضت بالحمى الشديدة، فأصابني شلل في الرجل اليمنى، من حوالي 10سنوات، أردت أن أبحث أو أشخص الحالة التي أنا فيها فوجدت كلما حل شهر مايو تقع لنا مصيبة في العائلة.

مثال: لي أخ مات بالقتل في 29 ابريل، ولي أخت تطلقت في مايو، لي ابن (ولد) عندما كان عمره 9 أشهر في ليلة من الليالي ابيضت عيناه حتى قرأت عليه المعوذتين فاستيقظ، ومن ذلك اليوم لم يستطع المشي حتى سن الثانية والنصف.

الآن عمره 5 سنوات لم ينطق، مع أنه يسمع جيدا، وذكي، لكنه عصبي، فأرجو المساعدة!

حفظكم الله وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يمتعكم بالصحة والعافية، وأن يشفي مرضاكم، وأن يرحم موتاكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل - من أن والداك تزوجا في شهر مايو وأنك ولدت أيضًا في نفس الشهر، وبعد أيام مرضتَ بمرض الحمة الشديدة التي أدت إلى وجود شلل في رجلك اليُمنى، ومن حوالي عشر سنوات وأنت تحاول أن تشخص الحالة فوجدت أن كلما جاء هذا الشهر كلما حدث بينكم مصائب في المنزل مثل الوفاة أو الطلاق أو ما حدث لولدك، إلى غير ذلك، وتسأل تقول: ما الحل؟

أقول أخي الكريم الفاضل: حقيقة أنت تعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله تعالى: لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر) فالدهر هو الله، ولقد خلق الله تبارك وتعالى الزمان وجعله ظرفًا للأفعال والتصرفات، فالزمان كيوم السبت أو الأحد أو يوم واحد أو اثنين أو عشرة أو كذلك شهر يناير أو مايو أو أبريل أو أغسطس أو غيره، هذه عبارة عن ظروف يقع فيها قدر الله تعالى، ولكن لا دخل للأيام في أقدار الله تعالى أبدًا، لا من قريب ولا من بعيد، ولكن شاء الله تعالى أن يكون هذا اليوم هو الذي فيه هذا الابتلاء فيحدث، وشاء الله تعالى أن تكون فيه مناسبة أيضًا طيبة يحدث أيضًا هذا الأمر، فالزمان لا علاقة له بأقدار الله تعالى.

أخي الفاضل (عيسى) الذي أنصح به بارك الله فيك إنما هو عمل رقية شرعية في بيتكم، من باب التطهير، لاحتمال أن يكون هناك أحد اعتدى عليكم من عالم الجن فسبب لكم هذه الإزعاجات.

طبعًا قضية الموت هذه بيد الله تعالى، والمرض بيد الله، ولكنّ الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء سببًا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر الموتى من العين.

ومن هنا فإني أنصح بارك الله فيك باستقدام أحد الرقاة الثقات الذين يعالجون بالكتاب والسنة بعيدًا عن الدجل والشعوذة، ليحاول القراءة في بيتكم والقراءة على ولدك لعل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنه هذا السوء وأن يتكلم خاصة كما ذكرت، لأنه يسمع جيدًا ولكنه عصبي، فأرى بارك الله فيك أن تذهب به إلى أحد الرقاة المعالجين، ولا مانع أيضًا أن يقوم بالرقية عليكم كل أهل البيت جميعًا خاصة إذا كان أخ معروف بالصلاح والديانة والتقوى، وأنا واثق من أنكم بإذن الله تعالى سوف تتحسنون جدًّا، لأن القرآن شفاء من كل داء، والله تبارك وتعالى جعل فيه شفاء للأمراض العضوية، وجعل فيه شفاء للأمراض النفسية، وجعل فيه كل ما تحتاجه الإنسانية، ولكن يحتاج فقط إلى حسن ظن بالله وصدق توكل عليه، وإخلاص النية معه سبحانه وتعالى، وستأتي بإذن الله الرحمات والبركات، ويأتيك الفتح من الله تعالى، وستصرف عنكم جميعًا هذه الأشياء الغير مقبولة والمزعجة، وستكونون في أحسن حال بإذن الله تعالى، وأتمنى بارك الله فيك المحافظة على الصلاة في وقتها، وأتمنى أيضًا المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأتمنى أيضًا أن تحفّظ ولدك على الأقل بعض الأذكار الخفيفة التي تتناسب مع سنه، كمثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، وقول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، حتى وإن لم تسمع أنت صوته، فما دام يسمع فيكفيه أن يقولها ما بين نفسه، فأنت عندما يأتي الغروب أو الصباح تقول هذا الكلام حتى يقوله وراءك.

أنا واثق بأن الأمر سوف إن شاء الله تعالى يُحل، وأن هذه المشاكل كلها بإذن الله تعالى في طريقها للحل، وأنكم ستعيشون حياة طيبة ما دمتم قد لجأتم إلى الله تعالى، وتوكلتم عليه وأخذتم بالأسباب المشروعة، فعليك أخي الكريم الفاضل بإذن الله تعالى بإجراء الرقية الشرعية، إن استطعت أن تفعلها بنفسك فحسن، أو أن يفعلها أحد أقاربك أو أصدقائك المقربين فحسن، وإلا فاستقدم أحد الأخوة الرقاة المتخصصين الذين عُرف عنهم صلاح الديانة والأمانة والخوف من الله تبارك وتعالى والبُعد عن البدع والشبهات، وأبشر بفرج من الله قريب، أسأل أن يصرف عنك وعن أولادك وعن أسرتك كل سوء، وأن يعافيكم جميعًا من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً