الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالتركيز على نظراتي دون ما يقوله الآخرون..فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تحية طيبة للقائمين على هذا الموقع الرائع، فقد استفدت كثيراً من الاستشارات، وتحية خاصة للدكتور الفاضل محمد، جعل الله ما يقدمه في ميزان حسناته، وجزاه الله خير الجزاء .

أنا صاحب الاستشارة رقم 2123906 لقد أجبت مشكوراً على رسالتي، وقد أخذت برأيك يا دكتور محمد، واستشرت الدكتور فيما ذكرته لي، لكني استخدمت من قبل سيركويل لكنه لم يناسبني تماماً؛ حيث أنه يجعلني أشعر بخمول ونوم زائد كثيراً طوال اليوم.

وقد نصحني الدكتور برفع جرعة الريسبريدال إلى 4 مل، وقال لي: إنه يستخدم أيضاً كمثبت للمزاج، وحين رفعتها زال كثير من حالة الهوس وزيادة الجرأة ، ولكن ظهر لي شيء في نظراتي، فأنا حين أنظر فيمن يحدثني لا أركز في كلامه بل أركز في نظراتي، فكل تفكيري ينصب على نظراتي، أذهب بها يمنياً وشمالاً دون أن أفهم ما هو المقصود من الكلام.

أرجو أن أكون أوصلت لسيادتك ما أعاني منه، فهو فعلاً أمر صعب للغاية، وقد حاولت أن أركز في الكلام، وأن لا أركز في نظري لكني لم أستطع، وكأن هناك أداة تذكرني، وقد لاحظوا علي ذلك، فقد ذكر لي بعضهم أني لا أركز في الكلام، وذكرت ذلك للطبيب فنصحني أن أرفع الجرعة إلى 6مل، وأن هذا الأمر سيعالج بمضاد الذهان، وأنه سينتهي بإذن الله حين يختفي الهوس تماماً.

أحببت استشارتك حفظك الله فأنا أثق برأيكم وعلمكم، هل مر بكم مثل هذا؟ وهل تركيزي في نظري يدل على أنه يوجد شيء من الهوس، فأنا في بعض الأوقات أشعر بزيادة الثقة قليلاً؟ وهل هذا يدل على وجود اضطراب وجداني بجانب الذهان؟ فإن الطبيب لا يذكر لي شيئاً وإنما يكتفي بقول ذهان.

اطلعت على استشارات لكم أنه في حالات ظهور الهوس مع مضادات الاكتئاب يكون المرض هو الاضطراب الوجداني، وحين تستخدم مثبتات المزاج يختفي الرهاب ، فهل تنصحني بتجربة مثبتات المزاج لأن الرهاب يضايقني وسلب مني فرصاً كثيرة؟

وأخيراً: أود أن أسألكم: هل مضادات الذهان لها أعراض انسحابية؟ فإني أستخدمها منذ 3 سنوات؛ لأني حين أتوقف عنها أصاب فعلاً بالذهان، ولا أدري هل هذا المرض ما زال موجوداً أم أنها أعراض انسحابيه مؤقتة!؟ وكم تستمر الأعراض الانسحابية لمضادات الذهان؟

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظكم من كل مكروه، وآسف على الإطالة، ولكني أريد الاستفادة من علمكم، والاطمئنان، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ متفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك معي ومع موقعك إسلام ويب، وعلى ثقتك بنا، فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ومن قال لأخيه جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء.

إن الأعراض التي لا زالت تنتابك فيما يخص نظراتك للآخرين ربما يكون فيها جانب وسواسي أيضًا، وكثير من حالات الذهان تكون مصحوبة بوساوس بسيطة، وهنالك احتمال آخر وهو أن الرزبريادال أحد آثاره الجانبية قد تظهر في شكل زيادة في الحركة في بعض الأحيان، أو تظهر في شكل انقباضات عضلية هنا وهناك أو شد عضلي..هذا قد يفسر هذه الحالة أيضًا.

عمومًا: قرار الطبيب بأن ترفع جرعة الرزبريادال إلى ستة مليجرام هو قرار صحيح جدًّا، لكن من الضروري أن تتناول معه أحد الأدوية التي تمنع زيادة الحركة والتشنجات العضلية، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (آرتين) والجرعة هي خمسة مليجرام يوميًا، أو تتناول معه دواء يعرف تجاريًا باسم (كمدرين) واسمه العلمي هو (بروسكلادين) هذا أيضًا يتم تناوله بجرعة خمسة مليجرام في اليوم.

أعتقد أن طبيبك سوف يوافق على هذا الإجراء، وأنا أرى أن هذه الأدوية -أي الرزبريادال بجرعة ستة مليجرام أضف إليه أحد مضادات الآثار الجانبية للرزبريادال- سوف تساعدك كثيرًا.

بالنسبة للرزبريادال: لا شك أنه دواء مضاد للذهان، وهو كذلك مثبت للمزاج، ويمنع النوبات الاكتئابية، وكذلك النوبات الهوسية، فهو ذو فوائد متعددة، خاصةً بجرعة الستة مليجرام يعتبر دواءً متميزًا جدّا، وأنا أؤيد تمامًا ما ذكره الطبيب، وبما أن الرهاب هو نوع من القلق فالدواء أيضًا سوف يساعد في علاجه.

أنا لا أرى مانعاً من أن تتناول أيضًا جرعة صغيرة جدًّا من الزيروكسات (باروكستين) بجرعة نصف حبة –أي عشرة مليجرام– يوميًا، فهذه سوف تقلل من القلق ومن التوترات ومن الجوانب الوسواسية والرهابية، وفي ذات الوقت لن يدفعك أبدًا إلى الشق الهوسي؛ لأن هذه الجرعة صغيرة، نصف حبة يوميًا من الزيروكسات يمكن تناولها لمدة شهر أو شهرين، وأرى أن ذلك أيضًا سوف يفيدك كثيرًا مع الاستمرار بالطبع على الرزبريدال كما هو.

وإن رجعتَ إلى طبيبك واستشرته في هذه المقترحات أعتقد أن هذا أيضًا أمرًا جيدًا وهو من أصول المهنة.

بالنسبة لمضادات الذهان: ليس لها أعراض انسحابية أبدًا، والأعراض الانسحابية حين نتحدث عنها نتحدث عن المكوّن الجسدي الفسيولوجي والمكوّن النفسي، المهم في الأعراض الانسحابية هو الجانب الجسدي، وهذا غير موجود أبدًا بالنسبة لمضادات الذهان، لكن بعض الناس قد يحسون أنهم قد افتقدوا شيئاً ما، وهذا هو المكون النفسي الانسحابي، لكن بصفة عامة الأعراض الانسحابية لأي دواء لا تستمر أبدًا فترة ثلاث سنوات، وكما ذكرت لك فإن الأدوية المضادة للذهان ليس لها أعراض انسحابية، ربما يكون هناك نوع من التعود النفسي البسيط، لكن التوقف عن الدواء بعد أسبوعين إلى ثلاثة لا نشاهد لها أي أعراض انسحابية نفسية.

أتمنى أن أكون قد أجبتُ على سؤالك، وأقول لك: إن أمورك -إن شاء الله- سوف تسير على خير، فلا تتوقف عن الدواء، فأنت من الواضح في حاجة لأن تستمر على جرعة وقائية، فالتوقف عن الدواء فعلاً هو الذي أدخلك في الحالة الذهانية، ولا أعتقد أبدًا أنها أعراض انسحابية، وهذه الأدوية بفضل الله تعالى هي أدوية سليمة وفعالة ومفيدة جدًّا، وقد غيّرت حياة الناس – والحمد لله تعالى – بصورة إيجابية جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً