الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي رجل كسول لا يبالي بالمسئوليات فهل ستتغير طبيعته أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ زواجنا وجدت زوجي كسِلا، وهذه الطبيعة تمثل طبيعة أبيه تماما, فهل هذه الطبيعة ستتغير أم لا؟

تزوجنا منذ 8 سنوات, وهو دائما على هذا الحال, ينام كثيرا، ويضيع العبادات، ويضيع العمل، حتى أن كل أعماله أنا التي أقوم بها نيابة عنه، ويضيع الأوقات باللعب أمام الحاسب -كأنه طفل- لا يبالي بالمسئوليات.

أنا تعبت كثيرا, وحاولت النصيحة والإصلاح أمام عائلتي، وصبرت عليه, لكنه لا يبالي، وهذه تسبب مشكلات كثيرة في زواجنا, وتربية الأولاد, وأنا أشعر كأنني تزوجت طفلا.

أنا الآن عمري 25 سنة، وأفكر أن لا أضيع حياتي مع هذا الرجل، ولا أريد إنجاب الولد الثالث منه, يكفي الطفلان الموجودان.

أتمنى أن أكون زوجة صالحة، وأعيش في أسرة صالحة مع زوج صالح، وأخاف النشوز بسببه.

أرجو الحل منكم, أم أنكم ستقولون لي اصبري -يا أختي- فقط.

جزيل الشكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ummu halimah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هل نصدق من قال: ( ومن يشابه أبه فما ظلم) أم نطمع في إصلاح الحال, وهذا ليس من المحال, والموفِّق هو الكبير المتعال.

مرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.

رغم أن الكسل مزعج، والقعود عن العمل مرفوض، إلا أن الخطير هو التكاسل عن الصلوات, والتأخر في أداء العبادات، فاجعلي غضبك لله، وحرضيه, وشجعيه على طاعة الله, والصلاة؛ لأنها سبب للنشاط, ومفتاح للرزق، قال تعالى: ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى).

أرجو أن تتجنبي اليأس؛ فإن الله يحيي الأرض بعد موتها، وينصر عباده ويستجيب لهم.

امنحي هذا الزوج شيئا من الثقة حتى يصعد إلى المعالي، ولا تقولي له: أنت مثل أبيك, ولا فائدة منك.

لا تستعجلي في أمر الطلاق، واعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب، وحاولي تذكر ما فيه من الإيجابيات -ولو كانت قليلة- ثم ضخميها, واتخذيها مدخلا إلى قلبه، ولا تقومي بكل الأعمال نيابة عنه.

هذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واجتهدي في تربية أبنائك على النشاط, وتحمل المسئولية، وأبشري بالخير، ولا تتخذي أي إجراء يتسبب في هدم بنيان الأسرة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد, ومرحباً بك مجدداً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا مسلمة عقلانية

    عانيت من نفس المشكلة، زوج نسخة لأبيه في الكسل و القسوة و الاستهتار بالعبادات. نصحت، شجعت، شكرت أصغر مجهود يقوم به، ساعدته، تجملت له للنصح بالحسنى و اللين، لكن لا فائدة، و كأنني أنصح ميتا، و كانت النتيجة غرقي في الديون لتوفير الحد الأدنى للعيش لي و لطفلاي، كنت أقوم بكل شيء داخل البيت و خارجه من عمل و تربية و تسوق و تنظيم الوقت و دفع الفواتير... كان يتصرف بل و يتكلم كالطفل و يلعب البلاي ستيشن كثيرا و هو ذو 36 ربيعا. رفض الطلاق فخلعته بعد عناء شديد. وجوده كعدمه، لم يحس أحد بفراغ مكانه لأنه أصلا كان فارغا، أما عن العيوب التي تحدث عنها الشيخ، فهناك عيوب يمكن تحملها و بذل الجهد في إصلاحها، و هناك عيوب خطيرة تؤدي لضياع الحقوق و النشوز و الكره و الحقد و الأفضل الفراق فيها. أما الزواج، فهو رزق من الرحمان، لا يجوز القول بأنه "قد لا تتزوجين" ما أدراك؟ خطبت مرتين و أنا مطلقة و لدي طفلان، و أنا من رفض لأتفرغ لحياتي و أطفالي. ثانيا الزواج ليس محور الحياة حتى و ان لم يكتب لها الله ذلك، و النساء أكثر صبرا على هذا الموضوع من الرجال.

  • أمريكا مسلمة

    صدقيني لن يتغير، فالطبع يغلب التطبع، 8 سنوات و لم يحدث تغيير، ماذا تنتظرين؟ معجزة؟ زمن المعجزات قد ولى، و إن كانت تهون عليه علاقته مع ربه بالصلاة و العبادات، هل سيتغير لأجلك أنت و أنت تقومين بأعماله نيابة عنه؟ طوري نفسك و اعتمدي على الله و على نفسك فقط للقيام بشؤونك و شؤون أطفالك، و اجتهدي في العمل لتنفقي على نفسك و صغارك، و خيريه بين التغيير الجذري أو الفراق. هو من له القوامة و ليس أنت، و لست مجبرة على أن تعامليه كالطفل أو تربيه، نعم لا أحد خال من العيوب، لكن هناك عيوب بسيطة يمكن إصلاحها أو التجاوز عنها، و هناك عيوب مدمرة تعصف بالأسرة و تحتاج لاقتلاعها أو الهروب من أصحابها. ضعي العواطف جانبا و احسبيها بورقة و قلم: ما الذي تستفيدينه ببقائك معه، و ما الذي تخسرينه بفراقك منه. رجحي مصلحتك و أولادك بعقلانية و عملية و موضوعية، و ليس بغضب أو عاطفة. ثم استخيري الرحمان أنى كان قرارك و توكلي على الله. الشكوى دون عمل لا جدوى منها، فانتفضي و استقلي منه ماديا أولا حتى يكون اختيارك دون عواقب سيئة عليك و على أبنائك، أنى كان هذا القرار.

  • مصر شيماء

    وانا ايضا فى نفس المشكلة

  • تركيا Mertcan

    مرحبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً