الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي نصيحتكم للشباب في هذا الوقت العصيب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فإن ظروف الحياة الصعبة ومشاغلها قد طغت وحلت على الجميع، أريد منكم نصيحة لي ولمثلي من الشباب في هذا السن الحيوي، خصوصا عن الوقت، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا نشكرك أخي الكريم على طلبك للنصيحة، فهذا أول طريق النجاح، أن يسترشد الشباب الصاعد بنصائح من سبقوه وتجاربهم في الحياة، ولا شك أن الحياة قصيرة، ومشاغلها كثيرة، ومن هنا كانت أهمية الانتباه للوقت والعمر الذي يمضي بدون تقدم في تحقيق الأهداف المرسومة.

وحتى تخطط لوقتك وتحافظ عليه جيدا ينبغي أن يكون لك أهداف في هذه الحياة تسعى لتحقيقها، لأن التخطيط بدون هدف هو نوع من العبث وضرب من الجنون، فنحن نخطط لا لأجل التخطيط! وإنما لبلوغ أهدافنا المرسومة.

عند وضع الأهداف يراعى وضع هدف عام ومهم وهو إرضاء الله تعالى والسعي في طاعته، وهذا الهدف أوله في الدنيا ونهايته في الآخرة، وليس له حدود، وكل الرسالات السماوية والأنبياء والمرسلين إنما جاءوا ليحضوا الناس على هذا الهدف بالذات.

أما ما عدا ذلك من أهداف آنية ووقتية، فينبغي أن تدخل في ثنايا هذه الأهداف العامة، وتكون عاملا رافدا له، تماما كمسارب السيل الصغيرة ومجاريه التي تتجمع في النهر العظيم فترفده وتزيد منسوب المياه فيه، فكذلك صلاتنا وعبادتنا وسعينا على الأرملة واليتيم، وطاعتنا لوالدينا، ونيتنا الصادقة في نفع أمتنا وأوطاننا هي روافد لهذا النهر العظيم الذي يصب في الآخرة، تزيد إيماننا وتعيننا على بلوغ الهدف الكبير.

من المهم جدا أن يكون هذا الهدف العظيم موضوعا نصب أعيننا صباح مساء، وألا نغفل عنه، لأن مجرد الغفلة البسيطة عنه ستؤدي بنا إلى الانحراف نحو هاوية لا نعلم عقباها ولا نهايتها.

من الأمور المعينة على بلوغ هذا الهدف العظيم لشاب مثلك الأمور التالية:

- الحرص على الانخراط في بيئة شبابية صالحة تحثك على الخير وتدلك عليه، سواء في مركز تحفيظ أو نادي رياضي فيه شباب ملتزمون بالأحكام الشرعية وسيماء التدين.

- تنظيم أوقات النوم، فالنوم المبكر عامل أساسي في الأداء الوافي طوال نهارك في مدرستك، أو في عملك إن كنت تعمل.

- القيام بالفروض الشرعية من الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة، ومن طاعة الوالدين، وعدم استخدام سياسة العنف الشبابي معهم، وأعني بها طفرة المراهقة وطيش الشباب الذين يمر بهما الشباب بهذه المرحلة حيث تغيرت معالم الطفولة وتحولت إلى معالم الرجولة والفتوة والشباب، في سن البلوغ وما بعده، وصار الشاب يشعر أنه طالما تغير فسيولوجيا (طبيعيا) فيلزم الآخرين كذلك أن يغيروا نحوه قناعتهم ورؤيتهم له، ويعاملوه على أنه شاب راشد، ورجل المهام الصعبة، وهذا من حق الشاب فعلا، ولكن بعض الآباء والأقارب قد يكون عنده قصور في النظرة والتعامل، فينبغي أن نتحمل قصورهم وأن نعذرهم على ما هم فيه.

- القيام بواجباتك الدراسية والاهتمام بدراساتك الأكاديمية، فليست بأقل شأنا من أمورك الأخرى؛ فحياة الإنسان حلقات متكاملة ومتصلة، وفقد إحدى هذه الحلقات معناه انقطاع السلسلة، وبالتالي تعذر الوصل إلى الهدف بسهولة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك في حياتك العلمية والعملية، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً