الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أم خطيبي تحاول السيطرة على حياتنا، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا مخطوبة منذ سنتين، لكني أعرف خطيبي قبل الخطبة بسنتين، فالمجموع أربع سنين.

خطبت له بعد مشاكل بين أهلي وأهله، وحدد موعد الزواج بعد الخطبة بسنتين، علماً بأن خطيبي مصري، وكنت أعيش في مصر.

شاء الله أن سافر أهلي إلى بلاد أخرى، وسافرت معهم للعمل، وبعد سنة أتى خطيبي أيضاً وعمل في نفس البلد، ثم خطب أخي الأكبر فتاة من مصر وحدد زواجه قبل موعد فرحي بثلاثة أشهر.

اقترب موعد زواج أخي، ونسبة لغلاء أسعار التذاكر طلب أهلي من خطيبي تقديم الموعد بثلاثة أشهر لعمل فرحي وفرح أخي في موعد واحد، ولكن أمه واجهت طلبنا بالرفض، علماً بأننا سنسافر مرتين خلال العام، لعمل كل فرح على حدة.

الظروف المادية التي يمر بها أهلي صعبة جداً، ولكن والدة خطيبي اعتقدت أن أهلي قاموا بالسيطرة عليه، وتحكموا فيه، علماً بأنها هي التي تتحكم في حياته وتخطط له مستقبله، وقد كان رفضها بحجة أنها تريد أن تفرح به أمام عينيها، وأن يكون بجانبها، وأن لا يرجع إلى هذه البلد مرة أخرى، مع أن مستقبله سيكون جيداً جداً في هذه البلدة.

على الرغم من أن له أخاً أصغر منه، من الممكن أن يعول والدته ووالده لحين عودته، لكنها تحاول أن تحسسه بأنها مريضة، وأن والده مريض أيضاً، وأنهم محتاجون لعودته وبقائه بجانبهم.

أنا لا أعترض على ذلك فهذا من حقهم، لكن أهلي قالوا إنهم لن يستطيعوا أن يسافروا مرتين، فبالتالي سيتأخر زواجي سنة أيضاً.

أرجو نصيحتي ماذا أفعل؟ وما هو الحل لهذه المشكلة؟

أحس أن أم خطيبي من الممكن أنها تحاول أن تتحكم في حياتنا بعد الزواج، على الرغم من أني أحبها جداً وأقدرها كثيراً.

ولكم الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كم تمنينا أن نعرف نوع المشاكل التي حصلت بين أسرتك وأسرة الخاطب، وأسباب المشاكل؛ لأن في ذلك عوناً لنا على التوجه المناسب بعد توفيق ربنا سبحانه، ويبدو أن تصرف أم الخاطب وإصرارها له علاقة بما سبق من خلافات.

كل ذلك سيهون إذا كان الخاطب متفهماً للأوضاع، وهو وحده المؤهل لعلاج المشكلة، وقد يحتاج إلى بعض الوقت.

أسعدني اعترافك بحب والدة الخاطب، وتقديرك لها، لكن هل أعلنت له ولها عن هذه المشاعر النبيلة حتى يذوب جبل الثلج؟

ما هي الطريقة التي قدمتم بها فكرة تقديم الزواج؟ وهل بإمكان خطيبك تحديد خطواته بوضوح، بالنسبة لتاريخ الزواج، وأماكن العمل بعد الزواج؟ وما هي ردة فعله لما حصل؟ وما هو موقف أهلك تجاه التطورات؟

لا يخفى عليك أن مجموع الإجابة عن هذه الأسئلة المذكورة أعلاه سيكون مفيداً لك ولنا، لكي نقرر الحل المناسب، أرجو أن تعالجوا هذه الأمور بمنتهى الهدوء والحكمة؛ لأن هذه الخلافات طبيعية، وقد يكون هناك من يتدخل سلباً.

ما بينك وبين خطيبك أكثر من هذه الأمور، وإذا كان كل منكما قد اقتنع بالآخر ورضيه، فإن تأثير الأهل من الطرفين ودورهم سيكون ثانوياً.

المرأة العاقلة تقترب من زوجها وتعينه على بر أهله، وتحتمل من أجله، والحياة تحتاج لتضحيات من كل الأطراف، وننصحك بالمحافظة على العلاقة المميزة مع أهله -خاصة والدته- وسيبادرك المشاعر، وستكونين الرابح الأول.

نتمنى أن لا يأخذ هذا الموضوع أكبر من حجمه مع ضرورة أن يتحلى أهلك بالحكمة، واتركوا الأمر للشاب، واتفقوا معه على الشيء المناسب تقديماً أو تأخيراً، ويمكنه الاستعانة بأخواله والعقلاء لإقناع والدته.

هذه وصيتي لكما: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وكلنا أمل في أن يكون للشاب دور في إقناع والدته بالشيء المناسب، والوالدة دائماً ترضى بسهولة ويسر، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكما به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً