الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الشعور بالنقص أمام زميلاتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاماً، من عائلة متوسطة الدخل، كنت في السابق عند سن الطفولة دائماً أشعر بالفخر بوالدي وأهلي، وأشعر بالسعادة والارتياح، وأن وضعي أفضل بكثير من الناس حولي، ولكن بعد نضوجي قليلاً وتعرفي على صديقات وأناس جدد من شرائح مختلفة، أصبحت أشعر بالخجل من نفسي ومن عائلتي، وذلك كون صديقاتي معظم أهاليهم أطباء أو مهندسين، ومن عائلات معروفة ذات حسب ونسب، بينما أنا والدي لم يكمل تعليمه الجامعي بسبب ظروف السفر، على الرغم أنه إنسان مثقف جداً، ووالدتي معلمة لغة عربية، ولدينا الكثير من أهلنا يعيشون في الأرياف، بينما صديقاتي أقاربهم إما يعيشون في المدينة أو في دول أجنبية مختلفة.

أعلم أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، ولكني دائماً أشعر بعقدة النقص أمامهن، وأني أقل منهن، وأن هذا الموضوع سوف يؤثر على مستقبلي، وأقول أحياناً أنه لن ترضى مثل هذه العائلات أن تزوج ابنها من فتاة مثلي.

أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فقد طرحت مشكلتك وطرحت الحلول، فأنا لا أعتقد أنك تعانين من مشكلة حقيقية، هذا الشعور بالدونية وبالنقص شعور يجب ألا يلازم فتاة قوية مثلك، الناس لا تقيم بأموالها أو بأشكالها أو بطبقتها الاجتماعية، بل على العكس تمامًا، نجد أبناء الكادحين وأبناء الضعفاء تعلموا أفضل تعليم وتبوؤا أفضل مناصب، ومن يعتدَّ بمال أهله أو وضعهم الاجتماعي هذا الإنسان محب لذاته، إنسان ليس على الطريق الصواب في التفكير، وهذا النوع من التفاخر لا يقبله أهل العقل، وأنت -إن شاء الله- تعالى من هؤلاء.

أنا أعتقد أن الشطحات في تفكيرك هي التي جعلتك تحسين بهذه المضايقة، لا أرى أبدًا أن صديقاتك يفكرن في هذا الأمر، ما دمن قد قبلن بصداقتك، وهذا لابد أن يكون قائمًا على أسس أن شخصيتك محترمة وأنك إنسانة رزينة وثقوا بها ولذلك قمن باتخاذك صديقة لهنَّ، فلا توسوسي حول هذا الموضوع، بل حقريها تمامًا، وتذكري قول الشاعر:

إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من قال كان أبي

فالإنسان يثبت نفسه من خلال شخصيته التواقة للتفوق والنجاح، شخصية المسلم المحترم، الخلق العالي، التميز الأكاديمي، حسن التواصل الاجتماعي، مساعدة الضعفاء، الإلمام الثقافي والمعرفي، هذه هي الأمور التي تفيد الإنسان.

أنا مع احترامي الشديد لأفكارك، لكن أظن فيها الكثير من المبالغة وفيها الكثير من الحساسية، بدلي هذه الأفكار، وأنا بالطبع لن أقول لك اتركي صديقاتك ما دمن من طبقة اجتماعية عالية كما ذكرت، ولا أقول لك صادقي من في مستواك أو أقل منك، لن أقول لك هذا، لأن هذا مفهوم خطأ وهو سوف يعزز لديك الشعور بالتفرقة والفوارق، كوني مع صديقاتك، أبرزي مهاراتك من خلال شخصيتك، وأنا أؤكد لك مرة أخرى ليس هنالك من بين صديقاتك من يُفكر أو يفرق بين طبقتك الاجتماعية وخلفياتهنَّ الاجتماعية الثقافية والمادية، هذه فكرة سيطرت عليك أنت وليست عليهنَّ، ومن يفكر فيهنَّ على هذا النسق – أي تعتد بنفسها أكثر مما يجب – لا تستحق أن تكون صديقة لك.

إذن أنت مطالبة بتجاهل هذا الفكر، والاجتهاد في بناء شخصيتك، والتزود بالعلم وحسن الخلق، فهذا هو الذي يميز الفتاة.

بالنسبة للزواج أسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، صاحب الدين والخلق، ليس من الضروري أن يكون من الأغنياء أو ما يسمى بالطبقات الاجتماعية العالية، ولا تفكري في هذا الموضوع من الآن، بل ركزي على دراستك واهتماماتك الحالية، وأمر الزواج مازال في علم الغيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً