الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أولادي يرفضون رؤيتي بسبب طلاقي لأمهم، فما نصيحتكم؟

السؤال

أولادي يرفضون الرؤية لي بسبب طلاقي لأمهم! والسبب الأساسي في ذلك المنع من جانب الأم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى نكون عند حسن ظنك بنا.

أولا وقبل كل شيء أريدك أن تكون متفائلا غير متشائم، وتثق ثقة تامة أن ما من مشكلة إلا ولها حل، ولكن يتطلب ذلك منا الصبر وعدم التسرع.

ثم اعلم علم اليقين -أخي الفاضل- أن أولادك يحبونك ويعزونك، ولا يمكن أن يستغنوا عنك، ولكن هذا يحتاج منك أيضا إلى تمهيد وتسوية الطريق لهم، قد تكون هناك أسباب حالت بينك وبين أولادك، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن هذا الأمر لن يدوم، غير أنه يحتاج منك إلى أسلوب سلس في التعامل معهم وبناء جسر للتواصل بينك وبينهم .

قبل أن تبني جسر التواصل بينك وبينهم، يجب أن تحسن علاقتك مع أمهم، من خلال إظهار الاحترام والتقدير لها، وعدم الطعن فيها، وتجميل صورتها أمام أولادها، ولا تحمل لها الحقد مهما كان الذي حدث بينكما، وإن كانت هي المسيئة في حقك، وأن تتذكر أنها كانت يوما من الأيام زوجتك وقد أفضيت لها وأفضت لك، وهي الآن أم لأولادك، فلا تكن قاسيا معها، واجعل نصب عينيك مصلحة الأولاد أولا وقبل كل شيء.

حاول -أخي الفاضل- أن تتقرب أكثر من أبنائك وتهيئهم التهيئة النفسية حتى يتقبلوا المجيء معك، وهذا يحتاج إلى مساعدة من طرف استشاري أو استشارية أسرية يجلس مع الأم ومع الأبناء من أجل تهيئة الأولاد وإقناعهم على أنك والدهم ولا يمكن أن يتخلوا عنك.

حاول أن تكون هادئ الأعصاب أمامهم، ولا تظهر القلق والنكد، حتى وإن لم يتقبلوك في المرة الأولى أو الثانية، اترك لهم المجال حتى يعتادوا على ذلك ويكون ذلك بإرادتهم، وبإذن الله تعالى سيقتربوا منك أكثر ويحبوك أكثر.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً