الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أرزق إلى الآن بمولود ذكر، وأنا أفكر في هذا الأمر كثيرا؟

السؤال

السلام عليكم..

أريد الحمل ولم يأذن الله تعالى، يقولون لي لا تفكري في الموضوع حتى تحملي, انصحوني كيف لا أفكر؟ قالوا لي اجلبي حيواناً للبيت ستنسين ذلك! فهل هذا صحيح؟ وهل من الممكن أن أجلب كلباً صغيراً للبيت؟ فأنا أحب الكلاب جداً، وهي تذكرني بالأطفال، وأعرف أنها حرام؛ لأنها تطرد الملائكة, ولكن هل هناك أي عذر يجعلني أجلبها للبيت؟ علماً بأني أصلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يمن عليك بما تريدين من خيري الدنيا والآخرة.

أختنا الفاضلة: الإنسان في الحياة يعيش بعين واحدة هي التي يبصر بها ما أمامه، والله عز وجل أدرى بما يصلح العبد وما يصلح له، وقد أخبرنا القرآن الكريم أن المرء قد يتمني ضرره وهو لا يدري، وقد يبتعد عما هو خير له، قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

إن الرضى بالقضاء والقدر والإيمان بأن الله أعلم بما يصلح للعبد والتسليم له سبحانه هو المعين الحقيقي على تجاوز الأمر والقلق منه، إننا لا نريد منك نسيانه كما يقول أطباء النفس، بل نريد منك تذكره وأخذ الأجر على ذلك، إن الأطباء حين أخبروك بالنسيان أخبروك لأن التبويض لا يتم في بيئة نفسية مضطربة، فأرادوا منك النسيان حتى تكون النفسية سليمة، أما نحن فنريد منك التذكر وأخذ الأجر على ذلك، فكلما تذكرت ورضيت بقضاء الله وعلمت أن الخير لك هو ما قدره الله لك هدأت نفسيتك واستقرت.

إن المسلم من دون البشر أمره كله له خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له).

أختنا الفاضلة: لن تنسيك الكلاب ولا القطط ولا كل حيوانات الأرض، بل ما يرطب قلبك وفؤادك الرضى عن الله والإيمان بأن الخير هو ما قدره الله، وهذا أيسر الطرق وأرجاها وأفضلها والأجر فيها عند الله مضاعف.

نود منك أيتها الفاضلة بالتوازي مع الرضى بالقدر أن تقومي وتصلي ركعتين في جوف الليل، وأن تدعي الله الكريم أن يرزقك الخير وأن يرزقك الولد, وأكثري من قول: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} فإن الدعاء في جوف الليل مظنة إجابة، وبالطبع عليك أن تأخذي بالأسباب المادية المتاحة من الكشف والمتابعة عند الطبيبة, فإن الأخذ بالأسباب مع الرضى بالقضاء والدعاء هو ما يصلحك ويريحك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً