الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يريد الإنفاق على ابني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متدينة، ومتزوجة منذ 3 سنوات، لدي طفل عمره سنتين وثلاثة أشهر، زوجي يعاني من مرض نفسي، واكتشفت أنه يقطع في الصلاة، ولكن كانت المعاناة أنه يلغي مواعيده، ويتعب كثيرا، ولا يمكن أن يتحمل أعباء، وكان كثير الصراخ وافتعال المشاكل، ولقد حاولت إشراكه في شراء سيارة، ولكنه كان لا ينفق علي، وفي يوم ساءت حالته، وأخذ يقول أنتي تنصبين علي.

وأخذ يصرخ علي بدون سبب، فسببت أباه، وهذه هي المرة الأولى التي أتفوه بها، واعتذرت لوالده، ووضحت له أنه من شدة صراخه، واستفزازه لي، اضطرني إلى السب، فقام بضربي، واتصل بأختي وأخته، وقال: أن الأغراض التي لي في المنزل سوف يرميها في الشارع، وبعدها قام بطردي أنا وأختي وابني في ساعة متأخرة من الليل، وعندها ذهبت إلى بيت أهلي، فشك أخي الصغير بأن هناك مشكلة، وسمع من أمي المشكلة، فبعث رسائل سب وشتم على زوجي، فرفع زوجي قضية على إخوتي، مما اضطر أخي الكبير إلى القدوم من السفر لإقناعهم بسحب الدعوى، وفعلا قاموا بسحبها.

وبعد ذلك اتصل أباه ليحل الموضوع بالانفصال، ولكن بأن أطلق نفسي، فكان جوابي: أنني أريد زوجي أن يتعالج، كما وأني لا أريد الانفصال، ولكن أهله وقفوا معه، ولا يريدونه أن يتعالج.

ولكنني في قرارة نفسي عندما أتذكر أنه لا يصلي، وأنه يكره إخواني، ويتوهم بأشياء لم تحدث، مما خلق عداوة بينهم إلا مع أخي الكبير، وحاول أن يرفع علي مشرطا، وأراد أن يتعرض لأخي الصغير، وعند صلاة الجمعة لا يقوم إلا أحيانا وهو متوتر، ولا يحضر أساسيات (أغراض) البيت مثل: الغاز.

وعنده وهم في إنني أفتش في أغراضه أو أخبئها مع مرضاه، وأحيانا يتصل بالشرطة، ولقد طلقني 3 مرات، مرة على الهاتف، ويقول لأختي: أختك طالق، ومرة عندما سبيت أباه بالخطأ، عدا عن تدخلات أهله عندما يأتون من الخليل، ويتدخلون في بيتي وغرفتي وأغراضي، وعندما يتدخلون في الموضوع لا يريدونني أن أعود إلى منزلي، ولا يريدون أن يطلقوني حتى لا آخذ مهري وأربي ابني من نقود المهر، وحياتنا أصبحت كلها صراخ، ولقد سب الدين مرتين.

أحيانا أقول لا أريده، وفي نفس الوقت أقول إن الله غفور رحيم.

الآن لا يريد أن ينفق علي، ويقوم بإرسال أشياء بسيطة لابني لا تكفي، ولقد ذهبت لأخذ أغراضي من بيتي، فوجدت في درجه 2 كندم مستخدمين، ومحادثة مع امرأة على الفيس بوك، مما اضطرني إلى أخذ أغراض لي من المنزل، مثل: سجادتين قبل أن يرميهم.

ولقد جاء أخي من السعودية ليحل الموضوع، فطلب منهم أن يعتذروا لي سواء حدث صلح أو طلاق، فوافق زوجي وأباه إلا أن حماتي لم توافق، وبعدها اتصلوا بعمي، وقالوا له: لماذا أخذت جزءا من أثاثها، نحن لا نريدها أبدا أن تذهب وتطلق نفسها، فذهبت للمحامية، فاتصلت بزوجي للإصلاح، ولكن رد عليها زوجي بأنني خذلتهم بتصرفاتي، لأنني أخذت أغراضي من البيت، حيث أنهم كانوا يريدون أن يعتذرون لي.

وهو الآن يريد أن يسافر لمدة أسبوعين، ولا يريد دفع نفقة، فقالت لي المحامية: اصبري لحين عودته، مع أنها عندما تكلمت معه على الهاتف قالت لي: زوجك صعب.

دلوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ taqwa15 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لا شك -أيتها الكريمة- أن الإصلاح بين الزوجين خير من الفراق، والمحافظة على الأسرة خير من تفرقها وشتاتها، وهذا مبدأ قرآني عظيم، أرشد إليه الله تعالى في كتابه فقال: {وإنِ امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}.

ولكن في خصوص قضيتك لا نستطيع أن نقول لك بأن سعيك في الإصلاح بينك وبين زوجك هو الخيار الأمثل إلا إذا كانت العصمة لا تزال قائمة، أو كان يمكن تجديد العقد أو المراجعة، وهذا كله مبني على العلم بحالك مع زوجك من حيث الطلاق، وأنت ذكرت لنا أنه قد طلقك ثلاثًا مرات، ولم ندري ما المقصود بالثلاث، والظاهر من كلامك أنها ثلاث مرات متفرقة، فإن كانت ثلاث مرات متفرقة، بأن كان يُطلقك ثم يراجعك، ثم بعد ذلك يطلقك الثانية ويراجعك، ثم يطلقك الثالثة ويراجعك، فإن هذا الطلاق لا خلاف بين العلماء في وقوعه، حتى على قول من يقول بأن الثلاث لا يقعن إلا واحدة إذا وقعن جميعًا، لأنه إذا تخلل بين الطلقات رجعة فالثانية محسوبة بلا شك.

وليس للزوج أن يراجع زوجته بعد الطلقة الثالثة، حتى تتزوج زوجًا آخر فيطلقها الزوج الآخر، ويشترط لذلك أن يكون زواجها بالزوج الآخر زواج رغبة، وليس لمجرد تحليل للزوج الأول.

وفي ظل هذا الغموض -أيتها الكريمة- من حالتك لا نستطيع الحديث معك عمّا هو الأمثل في حقك، ولكننا نقول كلامًا مجملاً.

أنه إذا كان قد تمت الطلقات الثلاث، فإن ما عند الله -سبحانه وتعالى- من الرزق الحسن خير وأبقى، فأحسني ظنك بالله تعالى، وكوني على ثقة بأنه سيرزقك ويعوضك خيرًا من هذا الزوج.

كما أن هذا الزوج إذا كان مصرًّا على ما هو عليه من السب للدين، فإنه مرتد بذلك والعياذ بالله تعالى، فإن سب الدين كفر مخرج من الملة، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، فسب الدين والاستهزاء به كفر مخرج من الدين -والعياذ بالله-، ومن ثم فلا يجوز لك البقاء مع هذا الزوج قبل أن يتوب من هذا الذنب العظيم، هذا إذا كان لا يزال البقاء معه ممكنًا من حيث الطلاق، وشرط هذا أن يتوب هذا الزوج بعد سبه للدين قبل أن تنتهي عدتك.

الخلاصة أيتها الكريمة: أن في مسألتك الكثير من الغموض والخفاء في جزئيات كثيرة، بحيث لا نستطيع أبدًا أن ندلك على ما هو المطلوب منك أو ما ينبغي أن تفعليه، فهذا يحتاج منك إلى تفصيل دقيق في كل ما حدث وما جرى.

ومن ثم فنصيحتنا لك أن تلجئي إلى أهل العلم المعروفين بالعلم والاستقامة في بلدك، والمعروف بين الناس بالإفتاء، فتطرحي عليهم مشكلتك مفصلة ليرشدوك إلى ما ينبغي أن تفعليه.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً