الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فجأة أشعر بالخوف والاضطراب، فما تفسير مشاعري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أن كنت صغيرة، ومنذ بدأت أعي الحياة حولي، شيءٌ ما يحدث لي، و يتكرّر كثيرًا، وهو أنّي فجأة أشعرُ بالخوف، ليس خوفًا بالضبط، ولكن قلبي يخفق بسرعة، وتضطرب أعصابي، وأنعزل عن العالم حولي لدقائق فقط، وأشعر بأنّ أمراً سيئا سيحدث، أو سيحدث لشخصٍ ما، وأحيانًا يخطر ببالي شخصٌ معيّن، وبالفعل أكتشف بعد ذلك أن هذا الشخص كان يمرّ بحالة خطرٍ أو ضيق حينها.

أصبح الأمر يتكرر كثيرًا مؤخرًا، وأصبحت أكره نفسي، وأكره أن أشعر هكذا، لا أدري لم ينتابني شعورٌ بأنني التي أتسبب في وقوع هذا الخطر، أو هذا الضيق لهذا الشخص، فهل هذا ما يسمى الحدس؟

كما أنني أيضا أملك فراسة شديدة تجاه الأشخاص، وأشعر بمشاعر الآخرين، رغم أني أتخذ الأمر لعبة أحيانا، إلا أني أفاجأ بالآخرين يخبروني بأن تحليلي أو توقعي لشخصياتهم ومشاعرهم كان صحيحا، فهو شيء يقع في قلبي بدون أن أبذل أي جهد.

أتمنى أن أعرف ما هي هذه الحالة التي تعتريني، وكيف يمكنني أن أنميها؟ أو أكبتها؟ وهل هي هبة من الله؟ أعلمُ أن هناك ما يُسمى بالفراسة والحدس، ولكن هل هما حقيقة فعلا؟ وماذا يعتبر هذا الذي كتبت عنه بالأعلى؟ وهل تكلم القرآن والسنة عن هذا الأمر؟ وجزاكم ربّي خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أن ما ورد في أول سؤالك كأنه حالة من نوبات الذعر والهلع، حيث تشعرين فجأة بالخوف والقلق والارتباك، وتسارع في خفقان القلب، وتشعرين بأن أمرا ما، أو خطرا ما على وشك أن يحدث أمامك، أو أن أحدا سيتعرض لأمر مزعج، ولا تدرين ما هو.

لاشك أنك غير مسؤولة عن مثل هذه المشاعر، سواء حدث لك أو للشخص المعني شيئا مزعجا، فهذا ليس من كسبك، ولا أنت أحدثته أمام الآخرين، وليس بالنادر أن يفكر الإنسان بأمر ما أو موقف معين، فإذا بهذا الأمر أو الموقف يحدث كما توقعه هذا الإنسان، أو قريبا منه، هل هو ما يسميه البعض بالحدس؟

أنا أميل لتفسير الحدس والفراسة من باب الذكاء العاطفي، وهو نوع من الذكاء، يستطيع الفرد من خلاله قراءة مشاعره وعواطفه، وكذلك عواطف الآخرين من حوله، ويمكن لهذا الذكاء أن ينمو من خلال الخبرة والخبرات الحياتية، ولذلك تجديه يزداد عندك، ويمتاز صاحب هذا الذكاء بأنه ينتبه حتى للتفاصيل الصغيرة، ويجمعها مع بعضها، ليكون من خلالها صورة واضحة لما يجري من أحداث، وهذا الحدس أو الفراسة ليس لهما علاقة بالأمر الذي ورد في أول السؤال حول نوبات الهلع أو الذعر، وإنما هي أمور منفصلة عن بعضها، وإن كانت تبدو وكأنها شيء واحد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً