الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشاكل صحية كثيرة فهل سببها عضوي أم نفسي؟

السؤال

أنا أعاني من عدة أمراض منذ ثلاث سنوات ولم أجد لها الحل، بدأت المشكلة تدريجياً بعد ولادة ابني بأشهر، دخلت خلالها فترة تقليل الأكل وعدم تناول الفاكهة إلا التفاح، كما طلب طبيبي مني، لمعرفة سبب الحساسية، لأني أعاني من ضيق في التنفس، وهذه كانت مشكلتي الأساسية في حينها، ولكن بدأت بمرحلة أعراض إضافية، فقد بدأ الخفقان ثم دوار فظيع، ولا أستطيع أن أحمل قدح الماء، وأشعر بألم في المعدة، ولا أستطيع أن أقف أو أمشي لوحدي بلا استناد؛ لأن الخفقان يذبحني.

ذهبت لعدة أطباء ولم تأت زيارتي بنتيجة، عملت إيكو للقلب مدة (24) ساعة، وقال الطبيب القلب إنه سليم، لكن الخفقان سببه ليس القلب، عملت رنيناً للرأس، وظهرت بقعة صغيرة بيضاء في المخ في الجانب الأيمن، والطبيب قال لا تمثل شيئاً، ويعتبر الرأس سليماً، وأعطاني التكرتول؛ لأن عندي استقامة في الرقبة ويهدي الحالة النفسية، وكنت أعاني منه؛ لأني أحسست بأن رأسي بدأ يتغير واستمريت لمدة سنة ثم تركت من تلقاء نفسي، وأجريت مفراساً للأنف، بين أن لدي التهاب جيوب مزمن، وأخذت العلاج ولم أحس بتحسن.

كذلك عندي ألم في الظهر والركب، بحيث لا أستطيع أن أكمل إعداد وجبة طعام بلا ألم، عملت رنيناً للظهر بين أن عندي بداية انزلاق، ولأني أعاني من الحساسية فلم يعطني الدكتور دواء له، وعملت تحاليل للغدة فظهرت عندي خمول في الغدة، ونسبة الهيموجلوبين (10.5) والكالسيوم عند أقل حد، وعملت منظاراً للمعدة، بين أن عندي التهاباً بسيطاً في المعدة، كل شيء لم يتعالج، وبقي لحد الآن، ودائماً يتم تشخيصي بأني أعاني من حالة نفسية لكثرة الأمراض، فلجأت لكم متمنية أن ألقى العلاج أو التوجيه الشافي، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هناك أمور واضحة عندك كما جاء في رسالتك، وهي قطعاً أمور عضوية وليست ذات منشأ نفسي، وهي تحتاج للعلاج وهي:

- خمول الغدة: وهذه إن تم إثباتها مرتين خلال ستة أسابيع فهي تحتاج للعلاج، وعلى الأكثر مدى الحياة.

- نقص الهيموجلوبين: وهذا عادة ما يكون بسبب نقص الحديد، وعلاجه سهل، وهو يتطلب منك تناول حبوب الحديد مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

- نقص الكالسيوم: وهذا على الأكثر سببه هو نقص الفيتامين (د) وهذا شائع جداً، ويكون العلاج بتناول الفيتامين (د) 2000 وحدة، يومياً وباستمرار، وزيادة تناول الحليب ومشتقاته، ولو كانت قليلة الدسم، وقد يكون نقص الفيتامين (د) هو سبب آلام الظهر وآلام المفاصل، وأحياناً آلام في عضلات الجسم، وخاصة أن الصورة بالطنين المغناطيسي لا يوجد فيها شيء ذو أهمية، فما يقول عنه الأطباء هو بداية ديسك هو في معظم الأحوال شيء نراه كثيراً في الطنين المغناطيسي، سواء اشتكى المريض من ألم أم لم يشتك، وهي ليست السبب في الألم عند المريض إن لم يكن هناك انضغاط لجذر العصب، وعند انضغاط جذر العصب فإن الألم ينتشر إلى الطرف السفلي.

أما بالنسبة للخفقان: فإن كانت الدوخة تأتي بعد الخفقان فإن الدوخة سببها الخفقان، وفي هذه الحالة حتى ولو إن لم يكن هناك أي مشكلة في القلب، فإن تبين وجود تسارع في ضربات القلب في التخطيط أو في التخطيط لمدة (24) ساعة (هولتر) فإنه يجب أن يتم العلاج، وعادة ما يكون بالأدوية التي تقلل من الخفقان ومنها:

- إندرال.
- كونكور.
- دلتيازم.

ويتم إعطاؤها بإشراف الطبيب.

أما إن كان الإحساس بالخفقان حتى ولو لم يكن هناك إثبات أي تغير في نظم القلب، فقد يكون فقط شعور المريض بضربات القلب القوية، وهي أيضاً تحتاج للعلاج مثل الإندرال، وعلاج حالة القلق والتوتر.

وأما بالنسبة للدوخة فهي تحتاج للتقييم إن كان السبب هو انخفاض في الضغط عند القيام والوقوف، وفي هذه الحالة يمكن أن يتم علاجه بالأدوية التي ترفع الضغط، أما إن لم تكن الدوخة من هذا النوع، فإن المريض يحتاج للفحص الطبي والتقييم الطبي، فمن الصعب معرفة السبب هكذا دون فحص طبي، ولذا يفضل مراجعة طبيب مختص بالأعصاب من أجل الدوخة، وإن كان الطبيب قد أعطاك أي أدوية للخفقان استمري عليها، وإن كان هناك انخفاض في الضغط مع الوقوف ومترافق مع الدوخة، فيجب علاج انخفاض الضغط.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً