الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إدمان على العادة السرية والشعور بصعوبة في كل شيء.. فهل من حل؟

السؤال

أعاني من العادة السرية، ومن الشخصية العاجزة.

مشكلتي باختصار أن شخصيتي عاجزة، لا أستطيع أن أفعل أي شيء في الحياة، وحياتي كلها مشكلات، وأصعب كل شيء، وأشعر أنه عظيم في صعوبته حتى لو كان تافها، وأصبح مستواي في الدراسة في انحطاط دائم، أقل شيء يجعلني اكتئب.

ومشكلتي العظمى أني مدمن للعادة السرية وجربت كل شيء لأتخلص منها فلم أستطع، وأنا أمارسها بإفراط منذ 6 سنوات مرة أو أكثر في اليوم، صحتي جسديا وجنسيا ضاعت، جربت أقرب من الله أولا: فلم أعرف، ثانيا: كل محاولتي تفشل لا يوجد شيئا ينفع معي لا صلاة، ولا صيام، ولا أي شيء، أتمنى أن أكون عبرت عن مشكلتي بشكل صحيح.

حياتي كلها مدمرة، وأفكر كثيرا في الانتحار لولا أني أعلم أنه كفر!

عندي مشكلة أخرى، وهي أني أشعر بزيادة كبيرة في حجم صدري ليست مفاجئة، مع العلم كنت آخذ كورتيزون منذ سنين عديدة - حوالي 7 سنين -؛ لأن عندي حساسية صدرية، فما سبب هذا الكبر الغير طبيعي؟ هل هو الكورتيزون أم له علاقة بالهرمونات؟ أم ماذا؟ وهل من حل لأكون طبيعيا؟

أرجوكم أجيبوني سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لتشخيص مسألة كبر الثدي، فعليك بعمل تحليل: prolactin، وبعد ذلك وفي حال سلامة التحليل سيتم تناول علاج لفترة، وفي حال عدم التحسن سيتم العرض على طبيب جراح للفحص، وتحديد اللازم، ولكن أرى قبل البدء في كل هذا العرض على طبيب جراحة عامة في البداية لتحديد هل هناك بالفعل زيادة في حجم الثدي، أم أن الأمر مجرد توهم منك للأمر مع بيان هل تعاني من سمنة أم لا؟

انتهت إجابة د. إبراهيم زهران - استشاري المسالك البولية والتناسلية-، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم - استشاري الأمراض النفسية-.
=================

فإن الإنسان كثيرًا ما يختار طرقا خاطئة، بل أفكارا خاطئة، ويجعلها منهجًا يسير عليها في حياته، وهذا ينتج عنه في نهاية الأمر الشعور بالضجر، والشعور بالاكتئاب، والإحباط بعد أن يكتشف الإنسان أن طريقه بالفعل خاطئ.

أنت الآن اخترت أن تسمي نفسك بأن شخصيتك (عاجزة) - هذا اختيار - واخترت أن تمارس العادة السرية بهذه الصورة البشعة جدًّا - هذا اختيار - وعدم تأملك وتفكرك، واستبصارك لمخاطر أن تعتبر نفسك عاجزًا أو تمارس العادة السرية بصورة غير مقبولة - وهي كلها غير مقبولة – هذا هو الذي نتج عنه هذه الصورة النفسية السلبية.

الإنسان ينتقي في بعض الأحيان ما هو سلبي، وفي بعض الأحيان ينتقي ما هو إيجابي، ينتقيه من ناحية التفكير فيه، أو ينتقيه ويطبقه عمليًّا.

فالذي أريد أن أصل إليه هو أنك من المفترض أن تتوقف مع نفسك، وأن تقوم بسحب لقب الشخصية العاجزة هذه – أي ألا تطلق على نفسك هذا اللقب – ويجب أن تبدل قناعاتك، فأنت لست عاجزًا، لماذا تكون عاجزًا؟ .. قم بتقييم نفسك تقييمًا جيدًا، ابحث عن مقدراتك سوف تجدها، ومن ثم صحح طريقك.

العادة السرية: التعاطي معها يكون من خلال القناعة بخطورتها، أنها منغصة للصحة، منغصة للدين، وهي التي ساعدت وساهمت وجعلتك تفكر أنك عاجز، فالأمور هذه مرتبطة مع بعضها البعض.

إذن عليك أن تصحح أفكارك، صحح مفاهيمك، ابن لنفسك طريقا جديدة حياة جديدة تقوم على أنك شاب مسلم قوي، لست بعاجز، عليك أن تنجز في مجال دراستك، أن تكتسب المهارات الحياتية المطلوبة، أن تكون بارًا لوالديك، أن تكون وفيًّا لأصدقائك، أن تكون محافظًا على صلاتك، وأن تضع آمالا وخططا لتغزو بها المستقبل، وهذه تكون من خلال التزود بالعلم والمعرفة والاستبصار والتفكير الإيجابي. هذا هو المطلوب منك وليس أكثر من ذلك.

ومن المهم جدًّا أيضًا أن تكون لك قدوة حسنة، والقدوة الحسنة دائمًا تيسر للإنسان لعمل الخيرات، والإنسان يقتدي بنموذج ناجح سوف ينجح، وحين يقتدي بنموذج فاشل سوف يفشل.

يجب أن توزع وقتك بصورة صحيحة، وتستفيد من الوقت لأن تقوم بواجباتك فيما يتعلق بالدراسة، والترفيه عن نفسك بما هو مشروع ومباح، تساهم في إدارة شؤون أسرتك، تمارس الرياضة بانتظام، وهذه هي الحياة، الحياة ليست نظرة سلبية، ولا هي قناعات ليست صحيحة بأن يعتقد الإنسان نفسه عاجزًا أو ضعيفًا، لا، كن عالي الهمة، كن واثقًا في نفسك، وأنت لديك المقدرات لذلك، والرياضة - إن شاء الله تعالى والتصميم والعزيمة تساعدك في الإقلاع عن العادة السرية، واعرف خطورتها، واستيقن بذلك، ونسأل الله لك العون والتوفيق.

أما بخصوص موضوع تضخم الثديين فقد ذكر لك الأخ الدكتور إبراهيم زهران الخطوات التي يجب أن تتبعها.

ذكرت أنك تفكر في الانتحار: هذا تفكير قبيح مرفوض لا يفيد، مدمّر، وأرجو ألا تلعب بالنار أبدًا، الحياة طيبة جميلة، والحياة هي هبة الله تعالى لنا، هو الذي يعطيها وهو الذي يأخذها، ويجب أن تفكر تفكيرًا إيجابيًا أفضل من ذلك.

أمامك فرصة عظيمة لأن تصحح مسارك، لا تعتقد أنك فاشل، -إن شاء الله تعالى لك طاقاتك النفسية والجسدية والشبابية التي من خلالها تستطيع أن ترسم طريقك بصورة إيجابية وتسير نحو حياة فاعلة موفقة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً