الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدنى مستواي كثيرا، وكرهت المذاكرة في الماجستير، فماذا أعمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، مخطوبة لشخص طيب الأخلاق، ولكن لا يوجد توافق بيننا في التعليم فقط، والحمد الله-، كذلك أدرس ماجستير أول سنة، كنت متحمسة للدراسة سابقا في البكالوريوس، دائمة المذاكرة حتى تخرجت، وصدمت بالواقع المرير، وعدم توفر الوظائف أصبح ذهني معلقا بالوظيفة، ودائمة التفكير وظروفنا المعيشية وسط، أريد الوظيفة من أجل سداد دين والدي، ومعالجة والدتي، ومع مشاهدة الواقع المرير أصبح لدي مثل العزلة متشائمة افتقدت حلاوة الحياة.

لا أعلم لماذا فقدت الفرح يوم خطوبتي، وحفلتي من المفترض أكون فرحة، أنا لا لم أشعر بالفرح، أشعر أنني إنسانه غريبة لا أفرح، ولا شيء، ولا أشعر بالانبساط.

كذلك الحمد الله قبلت ماجستير، لكن مستواي تدنى كثيرا، كرهت المذاكرة والبحوث، والدافعية تكاد تكون معدومة، تدنى معدلي، نفسيتي تعبت لأني لم أكن هكذا، أنظر لزميلاتي حولي، ومعدلاتهن المرتفعة، أشعر بالغيرة، أتمنى أن أكون مثلهن، أشعر أني غبية.

كثيرة السرحان جدا، مهما حفظت لا يرسخ شيء ببالي، شعري يتساقط كثيرا، تعبت جدا خصوصا أني كنت متأملة في الماجستير، ومعدلي انخفض.

أحب العزلة صديقاتي لم أعد أكلمهن، بحثت عن مشكلتي، وقرأت عن علاج الاكتئاب بروزاك، فهل من الممكن استخدامه بدون تحاليل، وهل هو مناسب في حالتي؟

أفيدوني، وأرشدوني، فأنا ضائعة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت الحمد لله في خير كثير، الحيرة التي تصيبك وكذلك الكدر، وعسر المزاج الذي تحدثت عنه من وجهة نظري هو ناتج من وجود قناعات خاطئة لديك، وكذلك أفكار تلقائية سلبية.

هنالك مرتكزات أساسية جداً في حياة الإنسان، أن يعمل الإنسان دائماً من خلالها إلى تطوير ذاته ونفسه، ويتمني مما هو إيجابي، ويتخلص مما هو سلبي، على سبيل المثال موضوع الزواج، أنت أنعم الله عليك بزوج طيب، ولا شك أنك قد قبلت بها نسبة لخلقه ودينه.

أما قضية التعليم، فأنا أقول هي لا يجب أن لا تكون شرطاً أساسياً لابد أن يكون لك الكثير من المعارف، وليس من الضروري أن يكون إنسانا مؤهلا أكاديمياً، وإن شاء الله تعالى يستطيع زوجك هذا أن ينمي من معارفه، ومن مهاراته، فالاختيار اختيار طيب، وإن شاء الله لا رجعة فيه أبداً، الأمر هو أمر أدائك الأكاديمي، وبحثك عن الوظيفة، الخذلان والملل الذي أصابك حيث إنك لم تجدي الوظيفة.

أيتها الفاضلة الكريمة: أبواب الرزق إن شاء الله مكفولة مفتوحة، ولا شك في ذلك أبداً، القضية أن يجد الإنسان عملا أو لا يجده، هذا أمر تحكمه الظروف، وكثير من الناس يصابون بإحباطات كثيرة خاصة بعد أن يتحصل الإنسان على مؤهل دراسي، وتجد أنه متطلع جدًا لأن يتقلد وظيفة ما، أو عملا ما، ويجني ثمار تعبه أيام الدراسة، وبعد ذلك يواجه بالحقيقة أن فرص العمل ضيقة جداً، كثير من الشباب قد أصيبوا بإحباط في هذا السياق، أنا لا أقلل من شأنك كامرأة، ولكن أقول لك أن الإحباط أكبر بالنسبة للذكور.

أيتها الفاضلة الكريمة هذا وضع شبه عام يجب أن لا ينكد عليك، ويجعلك تنسي كل الإيجابيات الجميلة في حياتك، فرصتك إن شاء الله تعالى سوف تأتي فيما يخص العمل، واعلمي أيتها الفاضلة الكريمة أن الزواج في حد ذاته هو باب عظيم من أبواب الرزق {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

هذا لا شك فيه، وكثير من الناس شاهدناهم على هذه الشاكلة تزوجوا وهم فقراء، وبعد ذلك أغناهم الله تعالى من فضله ونعمه، أنت تسيرين على المسار الصحيح، على الطريق الصحيح، انظري إلى حياتك بإيجابية، وانظري إليها بأمل ورجاء، لا تدخلي في نوع من الوسوسة السلبية، أنا لا أعتقد أنه لديك إشكالية أبداً.

الأمر الثاني بالنسبة للعلاج الدوائي لا أرى أنه ضروري جداً، لكن قد يفيدك، ولا بأس من تناوله لمدة ثلاثة أشهر، والبروزاك لا شك أنه الخيار السليم، والخيار الصحيح؛ لأنه من الأدوية الفعالة الغير الإدمانية، لا يؤثر أبداً على الهرمونات النسوية، تناولينه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين نصف ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عنه.

أرجو أن تدخلي على حياتك أنماطا جديدة من الأنشطة، ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة أمر جيد، وزيارة الأرحام، والانخراط في أي نشاط اجتماعي أو خيري، هذا دائماً ننصح به؛ لأن فائدته عظيمة جداً، حفظ القرآن الكريم والسعي نحو ذلك، إدخال هذه الأنماط الحياتية الجديدة، والأنشطة المفيدة يشعرك إن شاء الله بالرضى الداخلي، سوف يكون هنالك تحسن واضح في تركيزك، والنظرة الإيجابية سوف تتطور، وأنصحك بأن لا تقبلي الأفكار السلبية التلقائية هذه الأفكار تتساقط على الإنسان، وبعض الناس يقبلونه، ويستكينون لها، لا، في حالتك يجب أن ترفضيه، وأنت لديك أشياء كثيرة طبية وجميلة وإيجابية في حياتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً