الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بمشاكل عائلية أصابتني بحالة غريبة، فما هو تفسير ما أنا فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أحببت أن أستشيركم وأعلم ما الذي يحدث لي، سأبدأ بسرد ما أحسه وأعانيه لكي تخبروني عن حالتي، وهل أحتاج إلى طبيب نفسي أم لا؟

في البداية أنا أعاني من مشاكل عائلية، أصبحت حينما أبكي أتثاءب كثيراً فلا تنزل دموع ولا أستطيع إكمال البكاء، وتنميل ينتقل من مكان إلى مكان بجسدي، أحياناً بالجفن، وأحياناً بالحاجب، وأحياناً بالأنف، وأحياناً باليد، وأحياناً بالقدم، وأحياناً أسفل القدم، وأصبحت لا أرغب بالخروج من المنزل، وأحياناً أستعد للذهاب وبعد ذلك أشعر بألم في بطني فلا أذهب، ولا أخرج من غرفتي إلا للطعام، وأحياناً للحديث مع أهلي.

أرتبك كثيراً عند الحديث مع شخص أكبر مني سناً، ولا أستوعب الكلام بسرعة، أحياناً اُسمع سؤالاً أصمت قليلاً لفهمه ولتجميع كلام للرد عليه، أخاف كثيراً من التجمعات، أصبحت أشك كثيراً بنفسي ولبسي وشكلي، وأحس أن هناك خطأً فيّ، أخجل كثيراً ولا أحب الكلام مع شخص غريب، وأحس بأن أصحابي وأهلي لا يهتمون لما أقوله ولا يريدونني أن أتحدث معهم، أحياناً أكره أهلي وأصبح لا أطيقهم ولا أتحمل رؤيتهم، أحياناً أرى موقفاً حصل لي، ولكنني أحس بأنني رأيته من قبل، نفس المشهد ونفس الناس، لا أعلم إن كان تخيلاً في عقلي أم أنني رأيته من قبل أم ماذا!

دائماً أسرح وأفكر بلا شيء، ولا أعلم بماذا أفكر!، أحب الخيال كثيراً، وأجلس تقريباً ساعتين أو أكثر وأنا أتخيل، وحينما أكتب كلمة برسالة لأي شخص أشك في معناها وأخاف كثيراً فأستبدلها، تقريباً أكثر الكلمات أخاف منها، لا أعلم ما السبب!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ leena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


شكرا لك على هذه المجموعة الشيقة من الأسئلة!
من أين أبدأ؟!
كثير مما ذكرت متعلق ببعضه، فأكثر ما ورد في أول السؤال يصب في موضوع الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث تجدين صعوبة في الحديث مع الناس وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا من الأعراض الجسدية التي وردت في سؤالك، كالارتباك والقلق والتنميل وضعف التركيز في فهم ما يُقال لك، وبالتالي عدم الرغبة في الخروج من البيت.

بسبب كل هذا فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وحتى أفراد أسرتك. وتهربين من كل هذا الواقع الصعب بكثرة الخيال والابتعاد عن الواقع.

نتيجة ضعف الثقة بالنفس هذه، فأنت تشككين في كثير مما تعملين ومنها الكلمات التي تكتبين.

ما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس وعدم الخروج من البيت، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معه أسهل بكثير من السابق.

أما ما ذكرت من أنك تمرين أحيانا في موقف تشعرين وكأنك مررت به من قبل، فهذه ظاهر نفسية معروفة، وليست نادرة بالرغم من أنها غريبة أحيانا، وبحد ذاتها لا تقلق ولا تحتاج للعلاج، وهي في الغالب تذهب من نفسها، ولا تترك مضاعفات ما.
حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً