الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عقدة نفسية لاستهزاء الآخرين ببروز صدري، أريد حلاً.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني أعاني من عقدة نفسية لا أستطيع التخلص منها، بدأت منذ بلوغي 12 سنة، حيث بدأ صدري بالبروز والظهور، فكان بعض الأشخاص من عائلتي يستهزؤون بي ويسخرون مني، ويقلدونني ويعلقون علي أمام الجميع.

مما شكل عندي عقدة جعلتني لا ألبس سوى القمصان الواسعة والجلابيات التي أضع عليها الشال أو الجاكيت، وأتجنب لبس البلوزات والتيشرتات والبيجامات التي تظهر صدري، وقد عملت كثيراً للتخلص من ذلك بشراء الكتب والمحاولة على تغيير هذه الفكرة، ولكن دون جدوى فأنظار من حولي تزيدني ألماً وكرهاً.

سؤالي: كيف أتخلص من هذه العقدة؟ فأنا لا أريد سوى أن ألبس ما يحلو لي دون حرج أو خجل.

أرجوكم ساعدوني، أريد حلاً!

آسفة على الإطالة، وجزاكم الله ألف خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

في مرحلة البلوغ تمر بعض الفتيات وكذلك الفتيان بتغيرات كثيرة، تغيرات في الفكر والوجدان، حتى الكيفية التي يتقبل بها الشاب أو الشابة جسده قد تكون مضطربة وغير مستقرة، دراسات كثيرة جداً أشارت أن الفتيات اللاتي أصبن بالعلة المعروفة التي تعرف بفقدان الشهية العصبي للطعام، كل في هذه المرحلة على وجه الخصوص لديهن معاناة كبيرة مع تقبل أجسامهن وذواتهن، فهنالك الكثير من العمليات النفسية الفسيولوجية خلال مرحلة البلوغ.

حالتك حقيقة يجب أن لا تسميها عقدة نفسية أولاً، هي ليست عقدة نفسية هي عدم قدرة على التكيف، وعدم قدرة على التواؤم مع أمر طبيعي وبكل أسف الذي عزز المشاعر السلبية لديك ومشاعر الرفض هم بعض الأشخاص من عائلتك، أنا أقول لك أن الأمور غير السوية وغير الجيدة والتي تصدر من الآخرين إذا كانت أفكاراً أو أفعالاً يجب أن لا تعطيها أي اهتمام، فالذي حدث لك يحدث في حياة كل فتاة، الذين أفضوا بهذه التعليقات السلبية لا شك أنهم على خطأ، ولا أعتقد أن العقلاء من الناس والمنضبطين يقوم بذلك؛ مع احترامي الشديد للذين علقوا هذه التعليقات السلبية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنظري إلى نفسك كفتاة مسلمة راشدة طبيعية، والتزمي بلبسك الإسلامي واتركي الأمور تسير على ما هو طبيعي في مثل هذه الحالات، لا توسوسي أبداً اقبلي ذاتك واقبلي جسدك وهذا هو المهم في الأمر، ويجب أن تصرفي انتباهك إلى أمور أخرى، اجتهدي في الدراسة شاركي أسرتك في كل الأنشطة الأسرية والمنزلية، تواصلي مع صديقاتك، مارسي الرياضة التي تفيد الفتاة المسلمة وتنضبط بالشرع، وهكذا نمط حياتك يجب أن يأخذ طرقا أخرى، ومسارات أخرى تصرف انتباهك عن هذا التفكير الوسواسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً