الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شيء في داخلي يدعوني للفواحش.. هل هذا من الشيطان أم من نفسي؟

السؤال

هناك مشكلة أتعبتني كثيرا، من فضلكم أعينوني عليها.

أنا أعاني من شيء يتكلم في داخلي، وكلامه مزعج جدا، أعلم أني أقول أمراً يقوله المجنون، لكن هذا هو الواقع، فأنا إذا نظرت فجأة إلى مشهد يثير الشهوة، فأصرف بصري بسرعة، ولكن عندما أتجه للمذاكرة، أو قراءة القرآن، أشعر أن هناك شيئا يبدأ بالكلام معي يصف لي ما رأيت، ويثير شهوتي، ويتكلم بكلام فاحش جدا واصفا عورات النساء، وكثيرا ما يثير شهوتي، ويحدث لي الانتصاب بقوة مما يؤدي بي إلى العادة الخبيثة للأسف، وكثيرا ما يأمرني بالوقوع في الزنا في الطريق، وبرفع رأسي للنظر في الفواحش. ما الحل؟ وهل هذا من الشيطان أم من نفسي؟ وما الحل في كلتا الحالتين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم الفاضل – فإنه يبدو منها أن هناك جني قد تلبس بك، وهذا الجني يبدو أنه من عتاة الكفرة الذين يحرصون على إفساد دينك ودنياك معًا، ولذلك يتكلم في داخلك بكلام مزعج، خاصة – كما ذكرت – كلامًا يُثير شهوتك، ويؤدي بك إلى ممارسة العادة المحرمة، بل إنه يأمرك إلى الوقوع في الفاحشة والعياذ بالله تعالى، وتقول: هل هذا من الشيطان أم من نفسي؟

لا يستبعد ذلك، لأن كلاهما يتعاون مع بعضه ضدك أنت، فإن النفس كما أخبر الله تبارك وتعالى بقوله:{ إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي} ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من شرها فيقول:( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا) وكان يدعو فيقول:( اللهم ألهمني رُشدي وقني من شر نفسي) فإذن النفس عدو عظيم وهي العدو رقم واحد، لأنه أقرب عدو إليك.

والأمر الثاني: الشيطان كما قال الله:{ إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوًّا} وقال أيضًا:{ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} ولكن في جميع الأحوال بصرف النظر - أخي الكريم – عن كون هذا الأمر من النفس أو الشيطان فإن علاجك يكمن أولاً في الرقية الشرعية، والرقية الشرعية هي مجموعة من آيات الله تبارك وتعالى، ومجموعة من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم – وهي قطعًا إذا لم تنفعك فلن تضرك - بإذن الله تعالى - .

حاول واجتهد في البحث عن راقٍ شرعي في بلادكم معروف بسلامة المعتقد وصحة الطريقة، واجعله يقرأ عليك أكثر من مرة، وأنا واثق - إن شاء الله تعالى – أنك سوف تتحسن أحسن بالرقية الشرعية.

هناك أمر آخر هو المحافظة على الصلوات في أوقاتها خاصة صلاة الفجر، فحافظ بارك الله فيك على الصلوات، وبعد الصلوات حافظ على الأذكار التي تأتي أيضًا بعد الصلوات، لأن هذه كلها عوامل قوة وتحصين، لأن ذكر الله تبارك وتعالى أشبه ما يكون حصن حصين أنت تفر من الشيطان إليه، فلا يستطيع الشيطان أن يدخل عليك ولا أن يصل إليك أبدًا، فعليك بهذه الأذكار أذكار الصلوات، كذلك أيضًا أذكار الصباح والمساء، والمحافظة عليها ضرورة وبصورة منتظمة يوميًا برنامج لا تغيره ولا تتحول عنه، لأن الأذكار الله تبارك وتعالى جعل من فوائدها رد كيد الشياطين عن أولياء الله سبحانه وتعالى.

ولذلك عليك مثلاً بالأذكار التي منها: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا وثلاث مرات مساءً، وكذلك: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) نفس الشيء، كذلك التهليلات المائة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساءً.

هذه - بإذن الله تعالى – سوف ينفعك الله تبارك وتعالى بها نفعًا عظيمًا. بجوار الرقية الشرعية - بإذن الله تعالى – سوف تتحسن حالتك بطريقة جيدة، أكثر من الاستغفار، كما أوصيك بالصلاة على النبي المصطفى محم - صلى الله عليه وسلم – وبهذه الوسائل - بإذن الله تعالى – أيضًا سوف يكرمك الله تبارك وتعالى، وهناك الوسيلة الكبرى والأخيرة وسيلة الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا بقوله: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم - : (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء).

فعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى مع الاستغفار والصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام – ومحافظتك على أذكار الصباح والمساء، كذلك المحافظة على الصلوات في أوقاتها، كذلك أيضًا الرقية الشرعية، وبإذن الله تعالى سوف تنتهي هذه المشاكل نهائيًا، وتكون في أحسن حال، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً