الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أطيق التدريس ولكن مجال دراستي مرتبط بهذه المهنة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تخرجت في كلية التربية قسم اللغة العربية، وأنا لا أطيق التدريس ولا أحب هذه المهنة، ولكن مجال دراستي مرتبط بهذه المهنة فقط، واليوم أنا محتارة جداً، أريد الاشتغال بشيء آخر ولكن يتحتم علي شيء واحد، فماذا أفعل؟ هل ممكن أن تعرضوا لي أفكارا للاشتغال بمهنة أخرى؟

كذلك أريد حفظ القران منذ فترة ولكن لم أفعل، فكيف لي أن أتم حفظه وأتعلمه بالتجويد والترتيل؟ حيث أن هذه أكبر أمنياتي، ولكن كيف لي أن أحقق ذلك بمفردي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asmaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نهنئك بهذه الأيام المباركة، ونشكر لك التواصل مع موقعك، ونشكر لك الحرص على الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وأرجو أن تعلمي - ابنتي الفاضلة - أن التدريس والتعليم من أشرف المهام ومن أنسب الوظائف التي ينبغي أن تحرص عليها المرأة المسلمة، لأنها تعليم وتربية، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بُعث مُعلمًا خاصة إذا كانت معلمة للشرعية أو للغة العربية، فإن اللغة العربية لغة شرفها الله، وهي الوعاء الذي حمل سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحوى كلام العظيم تبارك وتعالى، ولذلك أرجو أن تحرصي على الخير، وأرجو أن تجربي هذه المهنة الشريفة التي هي مهنة التعليم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

وإذا كنت لا تريدين هذه المهنة فإن خرّيج اللغة العربية يستطيع أن يعمل كمُصحح، ويستطيع أن يعمل في مجالات كثيرة، من تصحيح المؤلفات أو مراجعة الكتب أو مراجعة الرسائل العلمية، أو نظام التدقيق في كثير من المواقع الشرعية والإلكترونية، فأحسبُ أن المجالات كثيرة ولكن الناس بحاجة إلى معلمين ومعلمات للدرجة الأولى في اللغة العربية التي هي لغة القرآن.

كما أن التي استطاعت أن تدرس حتى تخرجت من الجامعة تستطيع أن تعمل في كثير من الوظائف التي لا تحتاج إلى مهارات كثيرة، بل ربما تحتاج مع هذا فقط إلى أن تتعلمي طريقة التعامل مع الكمبيوتر ومع الإنترنت، بعد ذلك تتقدمي لأي وظيفة من الوظائف الكتابية أو الوظائف التي فيها كتابة تقارير أو نحو ذلك، فنعتقد أن أبواب العمل واسعة، فعليك فقط أن تبحثي وتحاولي، ولكن نحن لا زلنا ندعوك إلى أن تحاولي وأن تجربي مسألة التعليم ومهنة التعليم، لأن التعليم والتربية هي أشرف وأنسب المهام للمرأة المسلمة.

وقد أسعدني وأعجبني أيضًا حرصك على الرغبة في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، وإذا حفظت كتاب الله وأنت خرّيجة لغة عربية فسينفع الله بك كثيرًا، خاصة عندما تتعلمين هذا القرآن بالتجويد، وتستطيعين بعد ذلك أن تعملي أيضًا في تعليم القرآن الكريم، والقرآن نفسه وحفظه شرف لا يعدله شرف، لذلك أرجو أن تحولي هذه النيات إلى ممارسة، وأعتقد أن الفرصة لن تكون صعبة، فتستطيعين أن تواصلي مع مدرسة أو تستطيعين أن تتواصلي ولو عبر الهاتف لتصحيح صفحة ثم بعد ذلك قراءة هذه الصفحة وحفظها ثم تسمِّعيها، بل الآن وسائل لتعليم القرآن وتعلمه من خلال مواقع في النت، بل من خلال قنوات فضائية، هي تقرأ فيها على الشاشة ويستمع الشيخ ويصوب القراءة.

فنحن نعتقد أن الفرصة متاحة، وعليك أن تحولي هذه النية إلى ممارسة عملية، وإذا شغلت نفسك بحفظ كتاب الله فإن هذا في حد ذاته مكسب وربح وتجارة عظيمة جدًّا.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وندعوك إلى أن تخرجي من هذا الصمت، ولا تحاصري نفسك، وتحاولي أن تجربي التعليم، جربي وظائف كتابية، جربي العمل في مجالات التدقيق الصحفي، أو تصحيح المقالات والرسائل العلمية، أو تضيفي إلى المهارة التي عندك بعض المهارات الفنية، ثم بعد ذلك تعملي موظفة في أي مكان، ولكننا نكرر: نحن نفضل لبناتنا دائمًا قطاع التعليم، لكونه الأنسب، لكونه الأبعد أيضًا عن الرجال، ومقارنة ببقية الوظائف الأخرى التي يكثر فيها الاحتكاك مع الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً