الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك عملي وأدرس التخصص الذي أحب؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

أود أن أطرح عليكم مشكلة زوجتي والتي كتبتها لكم كما يلي:

لدي مشكلة أعاني منها منذ سنوات، وهي أني عندما كنت في الثانوية كان معدلي لا يسمح بدخولي لقسم اللغة الإنكليزية؛ لأني كنت ولا زلت أرغب بتعلم اللغة الإنكليزية، لذلك تم قبولي بقسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي, حيث دخلت هذا القسم من غير رغبة, ولم يكن لدي وقتها من يرشدني وينصحني, لذلك أكملت الدراسة, وتخرجت, وتعينت مرشدة تربوية في إحدى مدارس البنات, ولكني لم أعطي هذا المجال حقه في المدرسة, حيث إنه من المفروض أن أحل مشاكل الطالبات النفسية والدراسية, ولكن بسبب عدم رغبتي بهذا الاختصاص ورغبتي بدراسة اللغة الإنكليزية جعلتني لا أقرأ في مجال تخصصي الحالي، وإنما أقوم بأعمال إدارية من قبيل ترتيب الأضابير, أو مراقبة الطالبات أثناء الامتحانات, أو سد الشاغر وغيرها.

على الرغم من أن زوجي دائما يرغبني في اختصاصي, ويخبرني عن إيجابياته إلا أنني أفكر بدراسة اللغة الإنكليزية, ولكن هذا الأمر شبه مستحيل لأسباب منها:

- إذا أردت أن أغير اختصاصي لأكون مدرسة لغة إنكليزية فعلي الحصول على شهادة اللغة الإنكليزية، أي الدراسة لأربع سنوات في الجامعة, وهذا الأمر صعب لأني زوجة وأم، وحتى لو درست فعلي الاستقالة من وظيفتي الحالية, والتقديم على تعيين جديد بتخصص وظيفي جديد, والحصول على فرصة تعيين جديدة أمر صعب جدا في بلدي.

أنا لا أعرف ماذا أصنع, هل أبقى على وظيفتي وتخصصي الحالي الذي لا أرغب فيه, أم أن هنالك طريقة تجعلني أحب تخصصي؟ أو هل أستقيل من وظيفتي وأدرس من جديد, وبعدها أبحث عن عمل؟ وهذا الأمر يعني تقديم العديد من التضحيات لأجل مستقبل غير معروف؟

أرجو الرد بأسرع وقت ممكن، وإن شاء الله سوف أقوم بما تنصحني به.

وشكرا لك مقدما.

أختكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لكما على التواصل معنا والكتابة إلينا.

من الصعب جدا أن يكون الإنسان يعمل في مهنة أو عمل وهو غير راغب بها، فلن يستفيد ولن يفيد, ويقول الحبيب المصطفى "اعملوا فكل ميسّر لما خلق له".

لقد درست الإرشاد النفسي -وهو أصارحك من التخصصات القريبة لنفسي كوني طبيبا نفسيا- فكم هو جميل، وكم هو مفيد في معالجة مشكلات حياتنا الخاصة، وحياة من نتعامل معهن من طالبات يأتين إليك لحل مشاكلهن، ويا له من ثواب عظيم أن تـُدخلي السرور والأمان لحياة هؤلاء الفتيات.

الخيار الآخر: أن تتركي عملك، وتبدئي دراسة الأدب الإنكليزي، لعدة سنوات، ومن ثم تعودين للمدرسة كمدرسة للغة الإنكليزية.

والخيار الثالث: أن تبدئي بدراسة اللغة الإنكليزية كوقت جزئي مع الاستمرار في عملك، وعندما تصلي لمرحلة متقدمة، ويصعب عليك الاستمرار بعملك، فعندها تتركين عملك وتكملين الدراسة.

والخيار الرابع: أن تتابعي عملك كمرشدة نفسية، وكم هناك من الرجال والنساء من يتمنى لو يستطيع أن يدرس الإرشاد النفسي, ولو يستطيع الحصول على شهادة جامعية في هذا التخصص.

الخيار الخامس: أن تتابعي عملك وتدرسي اللغة الإنكليزية كهواية واهتمام خاص، ولك أن تقضي الساعات في هذا، ويمكن لهذه القراءة بالإنكليزية أن تخصصي جزءًا منها للقراءة في الإرشاد النفسي, وفي المهارات العلاجية النفسية.

طبعا في النهاية هذا قرار لن يتخذه أحد نيابة عنك، فانظري في أمرك, وقرري ماذا تريدين, ولا أنصحك بإطالة فترة التفكير هذه حتى اتخاذ القرار؛ لأن هذا لن يزيدك إلا قلقا وارتباكا، والأولى أن تتخذي هذا القرار في أقرب فرصة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً