الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالفة أمر الله لا تزيد الشباب إلا بعدا عن الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بنت عمري 25 سنة، تعرفت على شاب عن طريق الشات على النت، قلت للشاب أنا عمري 22 سنة، -بنفس عمر الشاب- وتكلمنا بكل احترام، ولا يوجد شيء غير شرعي، لكني كذبت على الشاب بالعمر، هذا الشاب حافظ للقرآن، ومع الوقت الشاب طلب يدي، وأنا ارتكبت ذنباً، قلت للشاب أني قلت لأهلي لكنهم لم يوافقوا عليك، ولكن استمر معي وسأرضي أهلي، ولا أريد غيرك، استمرينا بالحب حتى تعلقت بالشاب كثيرا وأحببت الشاب، وأريته صورة بنت جميلة، وقلت له هذه أنا، الشاب تعلق أكثر وأخلص بالحب لي أكثر، وعرض علي الزواج بكل إخلاص، والآن أحس بالذنب وضميري لا يقبل أن أجر الشاب بالذنب أكثر، ولا أقدر أن أقول للشاب الحقيقة وأني كذبت عليه؛ لأنه سيتأذى كثيرا، وجربت مرة وقلت له أنا أكبر منك وأنك تحب وهما، جن الشاب وانجرح كثيرا ولم يصدقني، ومن حرقة قلبي على الشاب قلت له أني قلت لك هذا الكلام حتى تتخلى عني.

سؤالي لحضراتكم: كيف أتوب؟ ولو قلت للشاب إن أهلي لم يوافقوا وأخفي الحقيقة لأن الله ستر على كذبتي، لا أريد أن أكشف عنها، وأدعو للشاب بالخيرات وأختم له القرآن عوضا عن كل العذاب الذي سيشعر به لو تركت الولد، هل الله يعفو عني وعن حق هذا الولد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zhallaxalid حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يعينك على العودة إلى الصواب، وأن يُخرجك من دائرة الكذب والخديعة، هو ولي ذلك والقادر عليه. ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، ونشكر لك هذه الشجاعة التي حملتك على أن تتواصلي مع موقعك، وأرجو أن تستمعي إلى نصحنا، وتسمحي لنا إذا كانت هناك غلظة أو شدة، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة؛ لأن العبث بمشاعر الشباب ومشاعر هذا الحافظ لكتاب الله ليس بالأمر الهين.

مهما كانت قسوة الانقطاع ومهما كانت القسوة التي تحصل للشاب إذا خرجت من حياته وتوقفت عن التواصل معه فإنها أخف بكثير من الاستمرار والتمادي في هذه الخديعة، أرجو أن تكوني واضحة وأن تخرجي من حياة هذا الشاب وتقطعي التواصل، وتقولي له (انسَ مسألة الزواج) وبعد ذلك عليه أن يبحث في السبيل الذي يريده.

ونحن أيضًا لا نبرر مثل هذا التمادي، لأننا دائمًا نريد للعلاقة بين الرجل والمرأة أن تبدأ أولاً بطرق الباب، يعني مجرد ما يبدأ التواصل عليه أن يبدأ يطرق باب أهل الفتاة، أما أن يتواصل ويتكلم معها وتكلمه، هذا الطول في المكالمات وطول المراسلات هذا أيضًا مخالفة شرعية، لأن البدايات الخاطئة لا توصل لنتائج صحيحة، فعليك أن تتوقفي، عليك أن تتوبي، عليك أن تجعلي هذه آخر مرة تكذبين فيها، فلا تضاعفي على نفسك الذنوب، ونسأل الله أن يعين ذلك الشاب على بلوغ العافية، ونتمنى أن ينتبه لخطورة ما كان يفعل، لأن هذا التواصل من بدايته مخالف لأمر الله، والله تبارك وتعالى يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

فإذن أنت تستطيعين أن تقولي له: (لا رغبة لي في الزواج، وحصل لي ظرف ما) المهم أن تتوقفي بأي طريقة، فإن أصر فقولي له: (أنا لستُ صادقة ولا أصلح لمثلك) ومثل هذا الكلام، مهما كانت الصدمة، المهم عندنا هو هذا التوقف، والتوقف الفوري عن التمادي في هذا العبث، وأرجو أن تعلمي أنك بحاجة إلى توبة وبحاجة إلى استغفار، وبعد ذلك نتمنى أن يعفو عنك هذا الشاب الذي عبثت بمشاعره، لأن هذا ذنب من الذنوب المركبة، التي فيها حق للعباد وحق لرب العباد.

على كل حال: نحن ندعوك إلى سرعة التوقف والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن تكون هذه الإجابة إذا وصلت إليك آخر مرة تتواصلي فيها مع الشاب، أعلني عن التوقف، واطلبي منه أن يبحث عن غيرك، وقولي له (مستحيل أن يحصل بيننا ارتباط وزواج) وبعد ذلك اجتهدي في تغيير الإيميل وفي الخروج من حياته، حتى يسلك السبيل الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، وانصحيه دائمًا بأن يبدأ دائمًا مع معرفته بأي فتاة بأن يطرق باب أهلها؛ لأن الإسلام لا يرضى بأي علاقة في الخفاء، ولا يرضى بأي علاقة ليس لها غطاء شرعي، ولا يرضى بأي علاقة لا يخاطب فيها الشاب أهل الفتاة، ولا يرضى بأي علاقة أيضًا ليس هدفها الزواج.

فإذا كان هو هدفه الزواج فهذا لم يكن هدفًا لك، والدليل على ذلك أنك أكبر، والدليل أنك كذبت عليه، فالإنسان ما ينبغي أن يقيم مثل هذه العلاقات، ونسأل الله أن يعيننا على مراقبته، وأن يعينكم على التوبة والرجوع إلى الله.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً