الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من يحرجني لشكل وجهي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكركم على هذا الموقع المتميز، سائلة المولى عز وجل لكم التوفيق والسداد.

أما بالنسبة لمشكلتي فهي: أود منكم إرشادي في بعض المواقف، وأنا -ولله الحمد الكثير- عندي إعاقة في الوجه، وأعمل في مؤسسة اجتماعية, وأمر بمواقف لا أعرف كيف أتصرف أثناءها, ويكون الصمت حلي الوحيد، مثل:

بعض الناس يتجنب الحديث معي, وبعض الناس يعاملني بشفقة زائدة لا أتحملها, والأطفال عندما يسألونني أمام الناس لماذا وجهك هكذا أحرج كثيرا.

أرشدوني كيف أتصرف؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا، وعلى مدحك لخدمات الموقع.

كل إنسان يبتلى بشيء من الأشياء, والله تعالى ناظر إلينا "أيكم أحسن عملا", ولا أعتقد أنك تحتاجين للكثير من هذا الكلام، فمن الواضح أنك محتسبة ومتوكلة على لله تعالى، شاكرة له كثيرا, وهذا هو التقبل العقلي أو الإيماني.

وإن أكثر ما يعينك هو أن تقبلي الأمر عاطفيا، وهو التقبل العاطفي، وهو أنك لا تشعرين بالحرج والارتباك مما لديك في ملامح وجهك، فلست أنت ممن صنع هذا، وإنما هو اختبار المولى تعالى، والناس يعرفون هذا، وإن كانوا أحيانا يستغربون ما يرون، سواء كانوا أطفالا صغارا أو راشدين.

وفي بعض هذه المواقف تلوذين بالصمت وعدم الحديث، وهذه لا شك إحدى طرق التعامل المناسبة مع بعض من هذه المواقف, فأحيانا الصمت أفضل جواب.

وما قصدت من التقبل العاطفي أن تأخذي الأمر بشيء من قلة الجدية، وبشيء من المرح أو الدعابة، فيمكنك أيضا أن تستعملي مهارات أخرى، كأن تردي على السؤال بسؤال، فيمكنك أن تقولي للسائل مثلا "وما رأيك أنت؟"، ومثل هذا "الجواب" يجعل شخصيك اللطيفة والمداعبة تسيطر على كامل الموقف، وكأن الشخص الآن يرى شخصيتك، ولا يقف عند بعض ملامح الوجه، والتي تحرجك، وأنه لم يعد يرى ما يحرج.

وهكذا، فليس هناك شخص كالآخر، بين الطويل وبين القصير، بين النحيف وبين السمين.... ولله في خلقه شؤون.

فالأمر يبدأ عندك من التأقلم وتقبل ما أنت عليه، وأنك لست مجرد وجه فقط، على أهمية الوجه، إلا أنك أمورا كثيرا أوسع من هذا، فاسمحي للآخرين أن يروا عندك الجوانب المتعددة لشخصيتك.

وفقك الله، وأراح بالك، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية حنيين.

    اولاً : اقتنعي بشكلك واحبيه واحمدي الله على كل شيء
    اما بالنسبة للمواقف المحرجة فلاتفكري فيها كثيراً فالتفكير لن يزيدك الا توتراً وحزناً حاولي أن لاتهتمي لآراء الناس فالكاد الجميع يتعرض لمواقف محرجة واذا سألكي احد اخبيرهم عن سبب الإعاقة او انها خلقة وانتي راضية فيها وبالنسبة لنظرات الشفقة فلا تبالي فنحن في مجتمع اسلامي عاطفي ولا شيء فيكي يدعو للشفقة فأنتي كما قلتي -ماشاءالله- تعمليين في مؤسسة وهذا الشيء يدعو للفخر لا للحرج , نمي ثقتك بالله عز وجل قبل ان تنميها بوجهك واحمدي الله دائماً وابداً اختي الفاضلة

  • الأردن ايمان

    شكرااااا اكتيرررر على هذه الموضوع......

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً