الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاقة بين الصرع وحدوث حالات الهلع والمخاوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على ما تقدمونه من خدمات في شبكة إسلام ويب، وجزاكم الله خير الجزاء.

هل هناك علاقة بين وجود بؤره صرع في المخ وزيادة الكهرباء في المخ، وما بين حدوث حالات الهلع والمخاوف؟

وهل السيروكسات يعالج تلك البؤر مع المخاوف أم أنه يتطلب دواء مخصصا للبؤر وزيادة الكهرباء؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محسن السعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذا سؤال جيد جداً -أخي الكريم- لأنه يحدد العلاقة بين وجود البؤرة الصرعية، والأعراض النفسية مثل حدوث حالات الهلع والمخاوف، وهنالك ثلاث نظريات أو فرضيات في هذا السياق، النظرية والفرضية الأولى، وهي الأصح تقريباً، وهي أن العلة الدماغية الموجودة تكون هي السبب في وجود الصرع وفي وجود الهلع والمخاوف في نفس الوقت.

والفرضية الثانية: هي أن نوبات الهلع والمخاوف هي نتاج لوجود البؤرة الصرعية، وتنشأ منها.

النظرية الثالثة : لا علاقة بين الإثنين أي أن الذي يحدث هو من قبيل المصادفة أو شيء آخر.

فإذن أخي نستطيع أن نقول أنه توجد علاقة، وأنواع الصرع كثيرة منها ما يسمى صرع الفص الصدغي، وهذه من الأنواع التي غالباً تكون مصحوبة بأعراض نفسية كالهلع والمخاوف والتوترات والوساوس، وكذلك الاكتئاب، وحتى بعض الأمراض الذهانية قد تكون مرتبطة بوجود هذا النوع من الصرع.

أخي: العلاج الدوائي على وجه الخصوص يجب أن لا يكون هنالك تعارض بين علاج الصرع وعلاج الخوف والهرع؛ لأن بعض الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض، وهذا قد يؤثر على مستوى الدواء الذي يستعمل لعلاج الصرع، وهو الأساس فيجب أن نكون حذرين، ونستعمل أدوية ليست متداخلة أو أدوية لا تؤدي إلى مزيد من الاستثارة للبؤرة الصرعية، بمعنى أن هنالك أدوية تستعمل لعلاج الهلع والخوف والاكتئاب قد تؤدي إلى زيادة في نشاط البؤرة الصرعية، وهذه الحالات -أخي الكريم- يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر.

عقار زيروكسات جيد بشرط أن يكون بجرعة صغيرة، تكون البداية نصف حبة يستمر عليها الإنسان لفترة معقولة، ويراقب نفسه وإذا خفت الأعراض يستمر على هذه الجرعة، وإذا لم تخف الأعراض ترفع الجرعة إلى حبة واحدة مع مراقبة الدواء الذي يستعمل لعلاج الصرع، وجرعة الحبة سوف تكون كافية جداً، ولا ننصح بزيادة الزيروكسات أكثر من ذلك.

عقار سبرالكس أيضا يعتبر جيدا لا يثير البؤرة الصرعية، الأدوية التي لا ننصح باستعمالها هي الفافرين، وكذلك اللوبيترين؛ لأن هذا والأخير على وجه الخصوص يثير البؤرة الصرعية.

أخي الكريم العلاج السلوكي للهلع والمخاوف يجب أن يطبق أيضا، خاصة تمارين الاسترخاء، فهذه ذات فائدة كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً