الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أوافق على هذا الخاطب أم أنتظر حتى يأتي الرجل المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تقدم لي ابن بنت عمتي، وهو شاب أكبر مني بشهرين، ليس متدينا، ولم يكمل تعليمه، حيث توقف تعليمه على المرحلة المتوسطة، ويميل للمرح، ولا أعتقد أنه يستطيع تحمل مسؤولية أسرة وأبناء، كما أنه لا يتمتع بالحكمة والرزانة.

أما أنا فمتدينة، وتخرجت من المرحلة الثانوية، وأنا على عكسه تماماً، ومنذ تخرجي من الثانوية منذ خمس سنوات وهو يتقدم لي بشكل غير مباشر عن طريق المقربين لدى والدي، وإلى الآن وهو يتقدم وأنا أرفض، لأني لا أريده، ولكني عندما أستخير أشعر بشعور آخر، وأني موافقة، فهل هذا صحيح أن بعض الأزواج قد يتغيرون بعد الزواج؟

كما أنه يعمل عند والدي، وأنا لا أريد، فأي مشكلة ستحدث بينه وبين والدي قد ترجع علي، فماذا أفعل؟ هل أوافق؟ أم أنتظر الرجل المناسب لي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوفو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد فهو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا يخفى على - ابنتي الفاضلة - أن الدين هو الأساس، وأن المؤمنة ينبغي أن تنظر في دين الخاطب وخلقه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للفتاة ولأهلها ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ( دينه وأمانته ) فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).

ولكننا نريد أن نسأل عن الحد الأدنى لهذا الشاب من الدين: فهل هو من المواظبين على الصلاة؟ وهل هو ممن يبتعد عن المنكرات؟ وهل هو ممن يشهد الجمعة والجماعات؟ وماذا تقصدين بأنه ليس متدينا؟ فإذا كان يفرط في هذه الثوابت والأساسيات، فلا خير في إنسان فيه تقصير في دينه وفي هذه الأمور الأساسية وخاصة مسألة الصلاة.

كذلك الطاعات الرئيسية، والبعد عن المنكرات وكبائر الذنوب، ولست أدري ما هو رأي الوالد، ورأي الوالدة، ورأي الأسرة؟ فإن الوالد يعرف هذا الشاب الذي يعمل معه، ويعمل تحت يده، أكيد على علم به وبأخلاقه وبالجوانب الأخرى من حياته.

على كل حال: فينبغي أن تنظري في الأمر بنظرة شاملة، فالحد الأدنى من الدين: المواظبة على الصلوات، والبعد عن المنكرات، ثم بعد ذلك ينبغي أن تعرفي أخلاقه وتعامله مع الآخرين، ثم كذلك عليك أن تنظري في الفرص المتاحة لك، وهل هناك إمكانات كبيرة لزواجكم؟ وما هي الفرص المتاحة؟ وماذا تتوقعين في المستقبل؟ فهذه الأمور تقدرها الفتاة، لأننا نعتقد أن هذه الأمور فيها فرص، ولاشك أن إصرار الشاب، وتكرار الطلب، يدل على رغبة في الارتباط بك، فهل أحس بأن لك شروطا؟ وأنك تريدين تدينا أحسن وأكبر، وقربا من الله تعالى؟ أم ترى لا يزال لا يشعر ما هو السبب التردد وعدم المواقف عليه؟ فهذا يفتح علينا نقطة مهمة، أو فيه إشارة إلى نقطة مهمة، وهي بدئ الاستعداد للتغير، وبدأ الاستعداد للتدين بأحكام هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تعالى فيه، فإن بعض الناس عندهم تقصير، ولكن عندهم استعداد عال لأن يتغيروا، فهو بيئة صالحة لأن يتغير، والمرأة الصالحة تستطيع أن تؤثر على زوجها إذا كانت عميقة في صرحها، وعظيمة في تدينها، واجتهدت في أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه، فإنها بلا شك تستطيع أن تؤثر في الزوج.

وعلى كل حال: نحن ندعوك إلى أن تكرري الاستخارة، وأن تنظري في الأمر بنظرة شاملة من كافة الجوانب، وما هي الفرص المتاحة؟ وما هو رأي الأسرة في هذا الشاب؟ وإمكانية تحسن وضعه من الناحية الشرعية، وبناء على هذه الأمور مجتمعة تقررين ما فيه المصلحة.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً