الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف أن أم الفتاة مصابة بمرض عضوي أو نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على فتاة وأعجبت بها, وأردت التقدم لخطبتها, ولكن عند السؤال عنها, وعن عائلتها, وجدت أن والدتها تعاني من مرض عقلي, لا أعرف بالضبط هل هو عضوي أم نفسي, ولكن حالتها كانت طبيعية, وتغيرت منذ سنة فقط.

وعلمت أيضا أنها أحيانا تكون عاقلة, وأحيانا أخرى لا, وعلمت أن والد الأم -جد الفتاة- عانى من نفس المشكلة, وأنا أخاف إن تزوجتها أن يكون عندها نفس المشكلة عن طريق الوراثة.

أرجو النصح لأني متعلق بتلك الفتاة لدرجة كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لم تذكر -يا أخ محمود- كم عمر الفتاة, وكم عمر الأم, وإن كان هناك أفراد آخرون في عائلة أمّ الفتاة عندهم نفس الأعراض, وفي أي سن ظهرت هذه الأعراض, وعادة الأمراض الوراثية تظهر في سن مبكر, ولو أن بعضها يمكن أن يتأخر وبدون أن نعرف ما طبيعة الأعراض التي تشكو منها.

والتشخيص أنه لا يمكن أن يتم البت في هذا الموضوع, فهناك أعراض تأتي على الإنسان بسبب السن, وقد تكون الأعراض التي عانى منها جد الفتاة أمر آخر, وكذلك فإن الضغوطات الاجتماعية, والمشاكل الكثيرة التي يمر بها الإنسان قد تؤدي إلى حصول اكتئاب, أو أنه قد يكون هناك مرض عضوي عندها يمكن علاجه.

أولا: يجب أن تستخير الله في كل خطوة تجريها, فهو عالم الغيب, وقد أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . "

ومن ناحية أخرى فإنه يمكنك أخذ معلومات إضافية من أي شخص يعرف العائلة, وبالتالي تكون على دراية تامة بالذي تعاني منه والدتها, وبالتالي تكون قد عملت بما تستطيع أن تعمله, وتحريت عن الأمر, ولا تنس أن الأمر كله بيد الله أولا وآخرا.

نرجو أن يوفقك الله إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً