الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بغثيان بعد الاستيقاظ من النوم، كما أشعر ببرودة شديدة .. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة غير متزوجة، وأعاني من مشاكل بدأت قبل سنة تقريبًا.

أصبحت أصاب بالغثيان بعد الاستيقاظ من النوم، وفي بعض الحالات أستيقظ في الفجر وأنا أشعر برجفة أو خوف، وأبدأ أستفرغ، وتكون معدتي مضطربة، وتستمر الحالة إلى الصباح تقريبًا الساعة (10-11) وتختفي كليًا.

مؤخرًا: من 4 أو 5 أشهر أصبحت الحالة تتكرر بشكل كبير، وصرت أكره النوم بسببها؛ لأني أعرف أني قد أستيقظ وأنا أعاني من هذه الأعراض، وفي أغلب الحالات أتقيأ سائلًا أصفرًا؛ لأن معدتي فارغة.

عملت تحليل دم، وتحليل براز، وأشعة، وكان تحليلي سليمًا، ولا يوجد فقر دم، ولا جرثومة معدة، ولا ديدان، ولا قولون أو مشاكل عضوية.

الدكتور صرف لي حبوبًا لارتجاع المريء، مع أني لا أعاني من حرقة.

وفي الشهر أو الشهرين الأخيرين: أصبحت أصاب باكتئاب شديد جدًا يبدأ بعد غروب الشمس حتى الصباح، وفي الليل أكون متجمدة من البرد، مع أني أغطي نفسي جيدًا، وصرت أتجنب الأكل في المساء من بعد المغرب، وفقدت شهيتي بشكل عام، ووزني ناقص بشكل ملحوظ، ولا يزيد منذ سنوات.

قبل سنة عملت تحليلًا لفيتامين (د) واتضح أن عندي نقصًا فيه، فصرف لي الطبيب 6 عبوات فيتامين (د) - النقط التي تؤخذ بالفم - وطلب مني أن أتناول علبة كاملة مع كأس ماء مرة في الأسبوع فقط لمدة 6 أسابيع، واستمريت عليها 4 أسابيع، ثم توقفت، وقبل أسابيع كنت قد عدت لاستعماله بنفسي، ولكني استخدمت علبة واحدة، وبعد أن صرف لي الطبيب دواء الارتجاع توقفت عن فيتامين (د)؛ لأني ظننت أنه الحل.

والآن استخدمت دواء الارتجاع 10 أيام، ولا زالت الأعراض موجودة: كآبة شديدة، وكأني أكره الحياة في الليل، وأثناء النوم أكاد أتجمد من البرد، وعند الفجر أحيانًا أستيقظ من هذا الشعور، وأجد أن معدتي مضطربة، وأبدأ بالتقيؤ، وضيق التنفس حتى الصباح.

أرجو إيجاد حل، فأنا أصبحت أعاني من الاكتئاب والأفكار السلبية؛ لدرجة تقتلني في كل ليلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rahaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يفضل في مثل حالتك إجراء منظار للمعدة، فالإحساس باضطراب في المعدة، والتقيؤ - كما ذكرت - أدى إلى خوفك من الطعام، ومن ثّمَّ عدم تناول الطعام، خاصة في المساء، سبب فقدان الشهية، ونقص في الوزن؛ ولذا يجب أن تتم بعض الإجراءات التشخيصية الأخرى، ومن ضمنها المنظار وصورة للمرارة والكبد والبطن بالأمواج فوق الصوتية، فهذا يساعدنا على التأكد من عدم وجود انسداد في الأمعاء أو انضغاط الأعضاء الداخلية، ومنها: المعدة بأي كتل أو أكياس داخل البطن، وكذلك إجراء تحليل للغدة الدرقية.

فالمنظار مهم جدًا؛ لكي نتأكد من أنه لا يوجد أي ارتجاع في عصارة المعدة إلى المريء، وقد يسبب هذا التهابًا في أسفل المريء أو تضيق في المريء.

ومن ناحية أخرى: فإن المنظار أيضًا يبين إن كان هناك فتق في الحجاب الحاجز، أو التهاب أو قرحة في المعدة، فهذه الأعراض يمكن أن تكون بسبب التهاب أو قرحة في المعدة، أو ورم، وقد تكون من المرارة، وعدم تناول الطعام قد يسبب نقص السكر، والذي يمكن أن يسبب الإحساس بالبرودة والخفقان، وهذا الإحساس لا يتحسن إلا بعد بتناول الطعام.

وعلى كل حال: فإن التحليل الصباحي للسكر، والتحاليل الأخرى يمكن أن تقودنا إلى التشخيص الصحيح.

واعلمي: أنه إن لم يكشف الفحص الطبي والفحوصات المخبرية والاستقصاءات التشخيصية أي مرض عضوي، فإنه من الأفضل استشارة طبيب الأمراض النفسية.

وسأحيل سؤالك إلى استشاري الأمراض النفسية؛ لكي يعطي رأيه في الأعراض النفسية التي تشكين منها.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور: محمد حمودة استشاري الباطنية، وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم استشاري الطب النفسي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

اطلعنا على رسالتك بكل تفاصيلها أنا وأخي الطبيب استشاري الأمراض الباطنية، وكما أفادك طبيب الأمراض الباطنية أن من الضروري جدًا إجراء بعض الفحوصات، وربما إجراء منظار سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا ومطمئنًا لك كثيرًا.

الحالة في الأصل: ربما تكون التهاب معوي، ثم بعد ذلك بدأت تظهر لديك بوادر القلق والتوتر، وربما أصبحت في شيء من عسر المزاج.

فالحالة قد تكون بدأت بداية بسيطة بالالتهابات الفيروسية، وخلافه - ربما تكون السبب - لكن استمرارية الأعراض جعلك - حقيقة - تصابين بهذا التخوف الوسواسي، وهذا نتج عنه قلق، والقلق نفسه يؤدي إلى مزيج من الأعراض التي تؤثر على الجهاز الهضمي.


فأصحبت أنت الآن في هذه الحلقة المغلقة، لكنها في نهاية الأمر بسيطة جدًا بعد إجراء الفحوصات والتأكد منها، والتي نتوقع أنها سوف تكون سليمة - إن شاء الله تعالى -.

هنا: ربما يكون من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق الاكتئابي وهي كثيرة جدًا منها:

عقار(فلوبنتكسول Flupenthixol) وهو من الأدوية الممتازة، والفاعلة، ويمكن تناوله بجرعة(نصف ملجم) حبة مساء، واستمري عليها لمدة (5) أيام، ثم حبة صباحًا ومساء لمدة أسبوعين، ثم حبة مساء لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن هذا الدواء.

هذا من الأدوية بسيطة وجيدة جدًا، وإذا كان هنالك عسر حقيقي في المزاج فربما تحتاجين إلى أحد الأدوية التي تكون أكثر فعالية؛ لعلاج الاكتئاب وهي كثيرة جدًا، لكن سوف أترك هذا الأمر للطبيب الذي سوف يقوم بملاحظتك، علمًا أن معظم أطباء الجهاز الهضمي الآن لديهم إدراك كامل بأهمية علاج القلق النفسي، المصاحب لأعراض الجهاز الهضمي، فالطبيب سوف يقوم بتوجيهك، وإعطائك العلاج اللازم.

فالخطوة الأولى هي: أن تقومي بإجراء المنظار - كما ذكر لك الأخ الطبيب الاستشاري - وبقية الفحوصات كلها جيدة، وفيتامين (د) ليس مشكلة كبيرة، والعلاج التعويضي سوف يفيدك كثيرًا، فلا تنزعجي، وكوني إيجابية في تفكيرك مهما كانت هذه الأعراض، ويجب أن ألا تعطلي حياتك أبدًا.

النشاط الاجتماعي يجب أن يستمر بالتواصل مع الأسرة، ويجب أن يكون فعالًا، ولا تتعاملي مع نفسك وكأنك إنسانة مريضة أو معاقة، والأمر بسيط، ويجب أن تخرجي من هذه الأعراض، ولا بد من التجاهل والحيوية والاستمراية في الحياة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة مدلين

    انا اشعر تماما مثلك لاني مررت بمشاكل واصبحت افكر بالموت دائما ومعدتي تؤلمني ولا اشعر بصدري

  • سوريا rori

    انصحك بعمل التحاليل المناعية ana فهو تحليل ضروري جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً