الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادت لي المخاوف من الأمراض والموت بعد أن حملت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي فترة وأنا أتابع موقعكم، وأشكركم على ما تقدمونه من خدمة، وجزاكم الله عنا كل خير.
بعد تصفحي لموقكم ومتابعة حالتي عندكم من خلال استشارات المرضى، أيقنت أن ما أعاني منه هو مرض نفسي، منذ أكثر من خمس سنوات بدأت أخاف وأوسوس بكل شيء، بدأ الأمر معي بعد أن أنهيت الثانوية، بدأت أخاف من الخروج من البيت أو السفر، وكلما خرجت من المنزل أشعر بمغص، وأشعر كأني سوف أصاب بإسهال وقيء -أكرمكم الله- مع أن هذا الأمر لم يحدث ولا مرة فقط شعور يجعلني أتوتر، وأحياناً كنت لا أخرج وأعتذر.

مرت الأيام ومنّ الله عليّ بالزواج قبل أقل من سنة، وقررت أن أخفف من هذا الشعور وتمكنت -ولله الحمد- من التخلص منه بنسبة 70% فأصبحت لا أشعر بهذا التوتر إلا عندما أخرج مع غير زوجي، وأسيطر على نفسي قدر الإمكان، وقبل 5 أشهر منّ الله علي وحملت، وبدأت أخاف من كل شيء، وأتوتر إذا شعرت بأقل تعب، وأشعر أني سأموت بأي لحظة، وبدأ نفسي يضيق من فترة لفترة، وأعجز عن النوم أحياناً، ودائماً أبحث في جسمي عما يؤلمني، فمرة أشعر بصداع أو بخفقان أو بضيق في النفس، ومرة بألم في أطرافي ورجفة، وأستمر طوال الوقت بالبحث عما يؤلمني، وضاقت بي الدنيا، وأشعر أن الموت يقترب مني.

والآن أكثر ما أشكو منه ضيق التنفس، فلا أستطيع النوم بسهولة، وأحياناً أستيقظ من النوم لأحاول أن أتنفس، وبعد الأكل يصعب عليّ التنفس، وعند بذل أي مجهود حتى لو بالكلام أشعر بأني تعبت وأعجز عن التنفس، ذهبت للمستشفى ومع الفحص العادي اتضح أني لا أشكو من شيء، وأعطوني إبرة لتوسيع القصبات ولا أدري إذا كانت تؤثر على الجنين أو لا، وصرفوا لي مضاداً حيوياً ومسكناً ودواء للحساسية، وأعطوني مهلة قبل أن أفحص القلب والرئة.

الآن لا أدري ماذا أفعل، وأتوقع أن كل ما أمر به مرض نفسي، وفي الوقت نفسه تصعب عليّ مراجعة دكتور نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أن لديك أعراض قلق المخاوف، والتي تجسدت في الشعور بالخوف والتوتر وعدم الارتياح، والوسوسة العامة حول صحتك، القلق أيًّا كان نوعه له مكوّن نفسي، وكذلك مكوّن عضوي.

أنت قمت بمقابلة الطبيب وهذا أمر جيد، وتقريبًا أوضح لك الأطباء أنه ليس لديك علة عضوية -والحمد لله- وبالنسبة لفحص القلب والرئة، هذا -إن شاء الله تعالى– بسيط، ويمكنك أن تُكملي هذه الفحوصات، وأنا أحبذ أيضًا أن تقومي بفحص مستوى فيتامين (د) في الدم، حيث إنه لديك آلام جسدية، وكثيرًا ما يكون نقص فيتامين دال هو السبب في هذه الآلام الجسدية.

إذن أرجو أن تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- فحالتك بسيطة، ولا أعتقد أنها تتطلب جُهدًا طبيًا كثيرًا، فقط بدلي قناعاتك، وكوني أكثر إيجابية، وتواصلي اجتماعيًا، وأشغلي نفسك الآن بالحمل، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، ولا أرى أن هناك ضرورة ملحة لتناول دواء في هذه الفترة، إلا إذا صعب عليك الأمر وازداد القلق والتوتر والمخاوف، ففي مثل هذه الحالة تكون مقابلة الطبيب النفسي ضرورية ومهمة، لأننا لا نُحبذ أبدًا أن نصف أدوية نفسية في هذه المرحلة -أي في مرحلة الحمل– دون أن يكون هناك كشف ومعاينة طبية نفسية مباشرة، هذا لا يعني أن الأدوية النفسية خطيرة في أثناء الحمل، على العكس تمامًا توجد أدوية سليمة جدًّا، لكن هنالك فنيات معينة متعلقة بتناول هذه الأدوية، فعلى سبيل المثال في مرحلة الحمل الأولى –وهي فترة تخليق الأجنة– والتي تمتد إلى أربعة أشهر، لا يفضل أبدًا استعمال أي دواء نفسي إلا إذا كانت هناك ضرورة، أما في بقية مراحل الحمل وحتى الأسبوعين الأخيرين قبل الولادة فليس هنالك ما يمنع من تناول أدوية إذا كان هنالك ضرورة لها.

أرى أنك سوف تستفيدين كثيرًا من تمارين الاسترخاء، فهي تمارين في الأصل تساعد الإنسان على التحكم في القلق والخوف والتوتر، وزوالها -إن شاء الله تعالى–، فأرجو أن تحرصي على تطبيق هذه التمارين، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي على محتواها، وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى– التوجيه والإرشاد اللازم لكيفية تطبيق هذه التمارين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً