الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتجاهل كلام الناس ولا أتأثر به

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما أتأثر من كلام الناس، حتى لو كان غير صحيح، سؤالي: كيف لا أهتم بكلامهم؟ أريد أن أشعر بعدم المبالاة بكلامهم، لأنه غير صحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من طبيعة الإنسان -كونه إنسانا- أن يتفاعل ويتأثر بالناس من حوله، سواء كلامهم أو أفعالهم، سواء سلبيا أو إيجابيا، فهل يمكن للإنسان ألا يتأثر أبدا بكلام الناس من حوله؟

ربما لا يمكن للإنسان أن لا يتأثر أبدا بكلام الناس من حوله، إلا أنه يمكنه أن يحدد مثل هذا التأثر، ولحد ما، وذلك يتوقف على مدى حساسية هذا الشخص، حيث يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك.

ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل، وحتى بالشكل الجسدي، فترتجف بعض عضلاته مثلا، وذلك من شدة الارتباك.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، منها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال (عندهم ما يكفيهم) ويمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك بما يهمّهم، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في هذا العمر الشبابي، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكر طبعا أن التجنب، كتجنب اللقاء بالناس، هذا التجنب لا يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب من الناس لا تجنبهم، ولاشك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة وقلة التأثر، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

وثالثا مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر اميرة

    السلام عليكم أنا كمان لدي نفس المشكل ولكن دائما أفكر في الأشياء الحسنة ولا أبالي بهذه التفهات

  • Norah shaflout

    موضوع رااااائع

  • الجزائر اسمهان

    روعة

  • قطر عبدالرحمن

    استعن بالله عز وجل واعلم ان الدنيا قصيرة ليس هناك وقت للانشغال بالخلق واعتبر نفسك مسافرا في هذا الحياء وشفانا وشفاكم الله من أمراض القلوب

  • السعودية فتو

    انا احاول قد ما اقدر اني اتحنب كلام الناس بس ماقدرت يجرحني تتعب نفسياتي بس بإذن الله ححاول وا احاول حتى اقدر
    طنش عش تعش تنتعش

  • مصر rasha

    كل واحد فينا غير معصوم من الخطأ يعنى كل واحد بيخطأ لماذا احاسب الناس قبل ان احاسب نفسى بسم الله الرحمن الرحيم اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم افلا تعقلون صدق الله العظيم

  • مصر الالوردةالوحيدة

    احياناالناس لايتركوننا وخاصةالارملة

  • السعودية golden

    شكرا لكم عل

  • الأردن نور

    انا اشكر من اجاب عن الرسالة

  • السعودية صالح

    اتعب حين ما اشوف الناس تتحدث وتنضر الي يصيبني شك واريد اعرف ماذ يقولون

  • ألمانيا فاطمة الزهراء

    كان السؤال والجواب في محله فهاذا ما نعاني منة كثيرا

  • رومانيا امريكا

    كثرت الفكير مشكله كبيره

  • messaoud

    موضوع رائع جدا


  • محمد سليمان

    كلام جميل

  • abdou bou

    كان اصحاب النبي صلى الله عيه وسلم عندما يكونوا مهمومين يلجأون الى النبي صلى الله عليه وسلم فيخليهم من تلك الافكار ثم يحليهم بالصبر والثبات ويدعوا لهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً