الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تجادل في كل شيء، فكيف أقومها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زوجتي تجادل في كل شيء، وتريد معرفة كل شيء بالتفصيل، مثلا أنا أريد أن أشارك والدي في أضحية، فتقول لي لماذا؟ نحن أولى بالمال، مع العلم أني مقتدر، ولأنها سوف تلد بعد العيد بشهرين تقول لي وفر المال للعقيقة، قلت لها الخير كثير و- الحمد لله - تقول لي لا، المال لا يكفي، وهكذا جدال في كل شيء، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ويسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير.

أخي الحبيب: بخصوص ما ذكرت فاعلم -حفظك الله- أن كل زوج يعلم الصفات الحسنة في زوجته كما يعلم الصفات السلبية فيها، وليس أحد مبرأ من العيب، رجلا كان أو امرأة، وما دمت قد علمت أن في زوجتك بعض الحرص على المال فعليك -أخي الفاضل- أن تتبع ما يلي:

1- لا يلزمك إخبارها بما تفعل ما دام الأمر خيرا، ولن يؤثر سلبا على نفقاتها الضرورية التي فرضها الله عليك.

2- بين كل فترة وأخرى ذكرها بمعنى كلمة الرزاق، وأن الرزق بيد الله، وأن البركة منه، وأن النفقة تزيد المال ولا تنقصه: { لَنَ تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عليم}، وذكرها بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار)، وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً)، ويقول الآخر: (اللهم اعط ممسكاً تلفاً).

3- أكثر من تذكيرها بفضل صلة الرحم، وأن الله عز وجل أمر به فقال: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}، وحذر من القطيعة، فقال جل شأنه: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن صلة الرحم مجلبة لصلة الله لعبده، فعن عائشة -رضي الله عنها- ترفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إن الرحم شُجْنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته}.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.

4 - اجتهد في أن تبر أهلها وتحسن إليهم فإن ذلك مدعاة إلى تليين قلبها.

5- أكثر من الدعاء أن يرفع الله عنك ما تجد مما تكره في خلق زوجتك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً