الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكيري يتشتت وجسمي يثقل عند وقوفي أمام الناس.. أريد حلا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أبلغ من العمر 25 عاما بدأت مشكلة الخجل والخوف منذ خمس سنوات تقريبا؛ لأني كنت مسحورا، ومن بعد ما عرفت بدأت الوساوس والمخاوف لدي، أعاني من التفكير كثيرا، أتخيل أشياء لا صحة لها، وأعاني أيضا من الوقوف أمام الناس، ولدي إحساس بأنهم يتابعونني ويراقبون تصرفاتي أينما كنت.

علما بأني طالب الآن في أمريكا، وهذا يتطلب مني الوقوف أمامهم بكثرة، أحس بثقل في جسمي، وزيادة نبضات القلب، وتشتت التفكير، ورعشة في الوجه، ولا أستطيع الحديث أمامهم.

أعاني بشدة من هذا الاحساس لا أملك الجرآة، دائما أحاول الاعتماد على الآخرين، ومن بعد هذا الإحساس يبدأ التفكير لماذا أنا هكذا، وأحاول أن أصحح هذه المعلومات لدي، لكني وقت الحديث يذهب كل شيء هباء منثوراً.

بماذا تنصحني -يا دكتور- علما أن أغلب الأدوية في أمريكا لا تصرف إلا بوصفة طبية، وأنا مستجد في أمريكا، ولا أعرف الدكتور المختص في ذلك لأذهب إليه، دائما أحاول الرجوع إلى بلدي بسبب هذا الإحساس.

أسال الله أن ينفع بكم، ويجزيكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفك لحالتك جيد، والذي لفت نظري هو إحساسك بأن الآخرين يقومون بمتابعتك ويراقبون تصرفاتك، هذه نوع من الشكوك المرضية، لا أعتقد أنها وصلت إلى المرحلة الذهانية، لكن أيضًا لا يمكننا أن نتجاهلها، وبالفعل لديك أعراض عُصابية تظهر في شكل قلق ومخاوف وتوترات.

هذه الحالات تُعالج وتعالج بصورة ممتازة جدًّا من خلال العلاج الدوائي، وعليه - أيها الفاضل الكريم – أنصحك بأن تذهب إلى الطبيب في أمريكا، وطبيب الأسرة يمكن أن يقوم بوصف أحد الأدوية لك، أنت تحتاج لدواء أو لدوائين، وأنا متأكد أن حالتك سوف تتحسن بصورة ملاحظة جدًّا، حالتك هذه تتطلب العلاج الدوائي.

وأريد أن أنصحك – أيهَا الابن الفاضل الكريم – أن تعجل بذهابك إلى الطبيب، وذلك نسبة لأن معظم الدراسات التي بين أيدينا الآن أشارت أن سر نجاح العلاج النفسي يتأتى من خلال التدخل المبكر – أي أن يتم الفحص مبكرًا، وأن يلتزم الإنسان التزامًا قاطعًا بجرعاته الدوائية، وللمدة التي يُحددها الطبيب -.

فإذن اذهب وسوف تجد - إن شاء الله تعالى – الاستقبال المطلوب من جانب الطبيب، وحالتك عمومًا احتواؤها سهل جدًّا من خلال العلاج الدوائي.

أما إذا تطلب الأمر رجوعك إلى بلدك، فهذا من وجهة نظري أمر آخر، ولا تحاول هذا الأمر إلا إذا أغلقت أمامك الطرق ولم تجد الطبيب الذي تقابله في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذه الحالة قطعًا يجب أن تتواصل مع أسرتك، أو تتواصل مع طبيب نفسي معروف لدى أسرتك، ويمكن أن يُرسل لك الدواء من بلدك أيضًا، ممكن جدًّا، وكثيرًا من الناس يقومون بذلك.

المهم أنك يجب أن تتعالج، وإن شاء الله تعالى سوف تتعالج وسوف تُشفى تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً