الدكتور محمد عبدالعليم:

كيف يعالج ضعف الانتصاب الناتج عن قلق الأداء في العملية الجنسية؟ إذ إنه أتاني ضعف انتصاب مفاجئ, ومن ثم بدأت تتولد عندي فكرة أن انتصابي لن يعود مجددا إلى طبيعته, رغم تأكيد الطبيب سلامة التحاليل, وأن هذه فترة وسوف تزول ناتجة عن تعب وإجهاد.

ومن ثم بدأ عندي القلق عند إتيان أهلي, علما بأن انتصابي قبل ذلك كان جيدا, وأود إخباركم بأن عندي سكرا منضبطا ولله الحمد, أتناول الأدوية منذ ثمان سنوات, وعندي نقص في إفراز هرمون الغدة الدرقية, وآخذ الهرمون التعويضي.

أرجو شاكرا حل هذه المشكلة, حيث إني وقعت في إحراج مع زوجتي, وهل آخذ منشطات مثل سيالس أو فياجرا؟ وأيهما أفضل لحالتي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تغيير المفاهيم حول الأداء الجنسي هو البوابة الرئيسية لعلاج مثل حالتك، وتغيير المفاهيم يقوم على أن العملية الجنسية هي عملية غريزية وطبيعية وتتم -الحمد لله تعالى– في فراش الزوجية في ستر وأمانٍ ومودة وسكينة ورحمة، يجب أن تنطلق من هذا المنطلق.

والأمر الثاني: يجب أن تقرر مع نفسك أنك لن تراقب أداءك الجنسي، هذه أيضًا مهمة، أعرف أنها ليست سهلة، لكنها خطوة ضرورية مهمة.

الأمر الثالث هو: أن الفاضلة زوجتك لا بد أن تُبدي شيئا من التعاون وتأخذ بعض المبادرات الجنسية الإيجابية، الجنس أخذ وعطاء، ويجب أن يكون على هذا السياق.

الأمر الرابع: ليس من الضروري أن يكون الجنس إيلاجًا كاملاً، نعم أعرف أن في مجتمعاتنا هذا هو القياس، لكن حتى المداعبة والملاطفة في بعض الأحيان قد تكون بوّابة رئيسية للاستمتاع ولأن يحدث الإيلاج في أوقات لاحقة.

الأمر الخامس، هو: أن تهتم بغذائك، والحمد لله تعالى أنت مهتم بأمر علاج السكر، وأنصحك أيضًا قطعًا بمراقبة الفحوصات لديك كهرمون الغدة الدرقية، وحاول أن تنام مبكرًا، ومارس بعض التمارين الرياضية، هذا كله فيه فائدة كبيرة جدًّا.

في بعض الأحيان ننصح بالطريقة التي تُسمى (ماستر آن جونسن) وهي أن تتفق مع الفاضلة زوجتك ألا تكون هنالك أي معاشرة زوجية فيما بينكما لمدة أسبوعين، ويا حبذا لو نام كل منكما في سرير منفصل، هذا يكون باتفاق، وبعد انقضاء الأسبوعين تلتقيان وتكون هنالك بعض المداعبات واللعب الجنسي المباح، هذا أيضًا يستمر لمدة أسبوعين، وحتى إن حصل انتصابًا لا تحاول الإيلاج أبدًا.

هذه الطريقة وجدت بأنها طريقة مفيدة، وبعد انقضاء فترة الأسبوعين من المداعبة وعدم الإيلاج يمكن بعد ذلك أن تعيش حياة جنسية طبيعية.

هذا مجرب ومفيد، وإن طُبق على هذا المستوى مع تغيير المفاهيم التي تحدثنا عنها قد تُحل مشكلتك تمامًا بإذنِ الله تعالى.

بالنسبة لموضوع المنشطات (السيالس والفياجرا) حقيقةً أنا لا أنصح بها كثيرًا إلا في حالات نادرة جدًّا، يجب أن تلجأ إلى الطرق الطبيعية التي ذكرناها، فمن وجهة نظري هي أفيد وأصلح، لكن في نهاية الأمر إذا لم تتحسن الأمور بالصورة المطلوبة لا مانع من استعمال أيٍّ من الأدوية (الفياجرا والسيالس) وهما تقريبًا متعادلان.

هنالك مؤشرات تقول أن السيالس ربما يكون هو الأفضل قليلاً، والمهم جدًّا هو إجراء فحوصات قبل تناول هذه الأدوية، خاصة موضوع إجراء رسم القلب –هذا نعتبره ضروريًا جدًّا– وبعض الناس وجدوا أن بعض العلاجات البسيطة التي تحتوي على مركب يعرف باسم (يوهانبين) هي مفيدة جدًّا، وهي توجد في حبوب تسمى (أنتِفاتيجان) أي مضاد الإجهاد الجنسي، هي معروفة ويستعملها بعض الناس ويستفيدون منها كثيرًا.

عمومًا -أخي الكريم-: الحلول موجودة وموجودة جدًّا، وهوّن عليك ولا تقلق.

في بعض الأحيان أنا أيضًا أنصح بأحد الأدوية المضادة للقلق مثل عقار (فلوناكسول) والذي يسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول) كثيرًا من الناس وجدوه مفيدًا جدًّا، وجرعته هي حبة واحدة في اليوم لمدة شهر (مثلاً)، وقوة الحبة هي نصف مليجراما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.