الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر وارتعاش وحركات لاإرادية برقبتي عند مقابلة الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 عاما، كنت وأنا صغيرة هادئة وكتومة قليلا، لكن منذ دخلت في المدرسة زاد هدوئي، طبعا مع أهلي اجتماعية، لكن في المدرسة شخصية ثانية، حتى الناس تستغرب مني، والناس دائما يستغلونني بسبب طيبة قلبي الزائدة عن الحد وهدوئي في المدرسة، حتى أنا أستغرب من نفسي، والبنات يسخرن مني، وأنا وحيدة ليس عندي أصدقاء ولا أحد، حتى بعض أقربائي يتحاشونني، حتى كبرت وصرت في سن مراهقة، وجاءتني أعراض الربكة وارتعاشات، دائما أنزل رأسي وإذا رفعته أو شددت جسمي بثقة أمام أحد ينظر إلي أحس بارتعاش وبحركات لا إرادية برقبتي أو يدي، وصوتي ضعيف.

الناس صارت تخاف مني وتنظر لي نظرات غريبة، صرت أكره كل الناس، وعصبية، والآن صرت أتخيل أشياء، وأحيانا بعد مدة أحس أن ما تخيلته كأنه صار لي، فهل هذا انفصام بالشخصية؟ وأهلي لا يدرون أن ما بي مرض نفسي أو يمكن يدرون لكن لا يتكلمون، أود أن أقول لهم قبل أن تسوء حالتي لكن أحس أني مقيدة، فهل أعاني من انفصام؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fofo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأؤكد لك ومنذ البداية أن الذي بك ليس عرض فصام أبدًا، ليس لديك أي أعراض انفصامية، أنت لديك شيء من التقلب المزاجي البسيط، ولديك ما نسميه بعدم القدرة على التكيف، يعني أنه يصعب عليك مجاراة بعض الظروف الاجتماعية، وتحبين الانعزال، وكذلك تراقبين ذاتك بصورة شديدة جدًّا ودقيقة، والذي يظهر لي أنك أيضًا تخافين من الفشل، وهذا جعلك تتحسسين جدًّا حيال نظرات الناس حولك، وهذا كله أدى إلى خوف اجتماعي بسيط.

إذًا الذي بك هو قلق اجتماعي بسيط، عدم القدرة على التكيف، وهذا مرتبط بشخصيتك، وهذه بالمناسبة ليست أمراضًا، هي ظواهر عادية جدًّا تختفي -إن شاء الله تعالى- بمرور الزمن.

الذي عليك هو أن تثقي بنفسك، أن تقيمي نفسك بصورة صحيحة، أنت تتمتعين -إن شاء الله تعالى- بمميزات طيبة وحسنة، ولديك طاقات نفسية وفكرية ممتازة جدًّا، حتى وإن كانت حبيسة، ساعدي نفسك من خلال التواصل الاجتماعي مع زميلاتك، اجلسي دائمًا في الصف الأول في قاعة الدراسة، ناقشي معلماتك، وفي البيت يجب أن تكوني نشطة وصاحبة مبادرات، اهتمي بوالديك، بإخوتك، رتّبي أغراضك وخصوصياتك، وأديرِي وقتك بصورة طيبة، وعليك أيضًا بالقراءة، القراءة للمواضيع الدراسية، وللمواضيع غير الدراسية، القراءة تنمي فكر الإنسان وتنعشه جدًّا.

أنصحك أيضًا بأن تقومي ببعض التمارين الرياضية البسيطة داخل المنزل، هذا يساعدك كثيرًا في أن تكوني قوية النفس وقوية الجسد، وهذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، هذا هو الذي تحتاجين إليه وليس أكثر من ذلك، وأنا أؤكد لك أن حالتك لا علاقة لها أبدًا بمرض الفصام، اجتهدي، واسألي الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ليلي محمد

    خليكي واثقه في نفسك
    الرد جامد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً