الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أدوية علاج ثنائي القطبية المناسبة لفترة الحمل الأولى والإرضاع؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصابة بثنائي القطبية، وآخذ حبوب هالوبيردول 5mg، حبة صباحا وحبة مساء، ولاميكتال 50mg حبة صباحا وحبة مساء، وأنا حامل بالشهر الأول وأعاني من وسواس أنني سأضر أطفالي، وهو سواس شديد الألم على نفسي ويضايقني جدا، حيث أتخيل أني أضر أحدهم، لدي ثلاثة أسئلة:

- هل الدواء الذي آخذه وذكرته لك يناسب الحمل خصوصا الشهور الأولى؟
- قالوا لي أن الدواء الهالوبيردول والاميكتال لا يناسب الرضاعة الطبيعية، فهل هناك بديل آخذه ويسمح لي بالرضاعة الطبيعية؟ لأني أود أن أرضع طفلي طبيعيا.
- هل هناك دواء أو علاج للوسواس الذي ذكرته لك؟ وإذا كان هناك علاج فكم مدة تعاطيه؟ وهل يصلح للحمل في الشهور الأولى على الأقل ولو كان لا يناسب الإرضاع؟ المهم أن يناسب الحمل ولا يضر الجنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعا في أثناء الحمل الأمر الطبيعي والمرغوب هو أن لا تتناول الحامل أي دواء، خاصة في الأشهر الأولى، لكن قد تكون مضطرة لتناول دواء معين، وفي هذه الحالة يجب أن يكون الدواء تحت إشراف الطبيب المعالج.

عقار لاميكتال ليس فيه مخاطر كبيرة في أثناء الحمل، لكن هنالك محاذير حوله، ولكن لا بد أن تراجعي طبيبك في هذا السياق، أما عقار لهالوبيردول فهو سليم لدرجة كبيرة، وهنالك من الأطباء من يرى أنه من الأفضل التوقف عن جميع الأدوية خاصة إذا كانت الحالة خفيفة، فيتم التوقف عن الأدوية في الأربعة الأشهر الأولى، ويعالج المريض حسب الأعراض، يعني إذا دخل المريض في اضطراب النوم، أو أصيب باكتئاب يعطى علاجا سليما لذلك، حتى تنقضي هذه الفترة.

يعرف أن فترة الحمل هي فترة وقاية من الأمراض النفسية بدرجة كبيرة، وهذا من رحمة الله بنا، راجعي طبيبك خاصة في لاميكتال.

الوسوسة التي تأتيك هذه -إن شاء الله- تكون مؤقتة، وعليك أن تحقري الفكرة، ولا تشغلي نفسك بها أبدا لأن استعمال الأدوية في هذه الفترة قد لا يكون أمرا نشجع عليه.

هنالك دواء يعرف باسم أنفرانيل، وهو دواء ممتاز وسليم في فترة الحمل الأولى، خاصة إذا تم تناوله بجرعة صغيرة مثل 25 مليجرام، لكن بما أنك تعانين من ثنائية القطب، فأخاف من هذه الأدوية المضادة للاكتئاب الوساوس مثل الانفرانيل، أنها ربما تدفعك نحو القطب الانشراحي إذا كان مرضك يحمل القطبين الاكتئابي والانشراحي، والمحاذير هنا مطلوبة، لكن توجد حلول فلا تنزعجي، وحين تتحدثين مع طبيبك حول الاميكتال أنا متأكد أنه سيضع لك خطة علاجية كاملة.

بالنسبة للرضاعة الطبيعية هذا أمر يجب أن يحدد في وقته، لا تزعجي نفسك الآن، قرارك قرار طيب، بأنك تريدين أن ترضعي وتكملي الرضاعة، لكن السيدة التي تحتاج لعلاج تعتبر من أهل الأعذار في أن لا ترضع الطفل من الثدي، فلا تشغلي نفسك بهذا.

عقار لهالوبيردول بجرعة صغيرة لا بأس في تناوله في فترة الرضاعة، وإن كنا نرى تحوطات معينة في فترة الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة؛ لأن كبد الصغير تكون في وضع غير ناضج، لا يؤهلها للتعامل مع الأدوية من خلال ما يعرف بالاستقلاب والتمثيل الأيضي، عموما كل هذه فنيات -وإن شاء الله- تجدين حلولا في وقتها.

الآن أسأل الله أن يحفظك، وأن يستمر حملك بكل أمان، وبعد الولادة لكل حادثة حديث بارك الله فيك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً