الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف ننقذ شباب الأمة من أن يقعوا فريسة لأعداء هذا الدين العظيم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أتمنى أن تقبلوا مني هذه الاقتراح، حيث سأروي قصتي في البحث عن الحقيقة، ثم أخبركم بما أريد.

أنا فتاة في 17 من عمري، ولدت مسلمة، وعندما أردت أن أسير في طريقي إلى الله، ووجدت أن رب الأكوان قد أنار لي الطريق -والحمد لله-، ولكن هناك ما يحتاجه أي شاب يريد السير في هذا الطريق، فنحن لدينا الكثير من الأسئلة حتى نستطيع الربط بين حضارتنا وديننا وبين العالم.

ولكن شباب اليوم بحاجة لمن يوضح لهم ما قد يمرون به في هذا الطريق، وأنه سيرى ثقافات أخرى تنشر أفكارها أيضا، فحتى يتمكن من مواجهة هذه التحديات لا بد أن يحصن نفسه بنور العقيدة، وبحاجة لمن يثبت له عقيدته.

شباب اليوم يريدون تفسيرا عقليا لما يجري حولهم، من يكون؟ وماذا نفعل هنا؟ وهل يرتبط القرآن بالعلم؟ فهناك الكثير من يستترون وراء كذبهم بحجة العلم لينفوا وجود الله مثلا، أو نشر أفكار فاسدة لشباب لم يعرف الحقيقة من أمته، هذا هو واجب كل داعية يحمل الرسالة.

شباب اليوم يدخل عالما من الثقافات خلال ثوان، وإن لم يحصن نفسه بالفهم الصحيح لدينه الذي شجع العلم، وشجع التفكير، وبين أكاذيب البعض التي تفسد على الإنسان عقيدته، شباب اليوم لا يبتعد عن الدين كرها، ولكنه لم يجد من يجيبه عن أسئلته، فهم بحاجة لمن يوضح لهم، شباب اليوم يريد من يخاطب عقله، يريد من يوضح له جمال دينه، دين الأخلاق والتفكر والعلم وأفضل الشرائع.

اقتراحي أن نبدأ بتحريك عقول الشباب بفتح المجال لأسئلتهم حول العالم وباقي الثقافات ومعالم الطريق لله، وما قد يواجهونه من حملات الافتراء على دينهم، أرجوكم خاطبوا عقولهم فقد تعبوا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الباحثة عن الحقيقة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نشكر لك علو همتك وحرصك على هداية الآخرين وتثبيتهم على إيمانهم، وهذا دليل على حسن إيمانك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وبصيرة.

لا شك أيتها -البنت العزيزةَ- أن العقيدة الإسلامية -ولله الحمد المِنَّة- تُجيب على التساؤلات الفطرية بأجوبة صحيحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض، أجوبة مقنعة، وذلك لأنها العقائد الحقة التي تعرفنا بخالق هذا الكون وما يطلبه منا، فلا غرابة أن تكون واضحة غاية الوضوح، سهلة، موافقة للفطرة، متوافقة مع العقل، ولكن المطلوب من الشباب المسلمين والشبات المسلمات التفقه في هذه العقيدة ومعرفتها ومعرفة أدلتها.

وما تفضلت به من اقتراح حول مخاطبة عقول الشباب هو جزء من التفكر الذي دعانا كتاب الله تعالى إليه، ودعانا إليه رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم–، وأدلة ثبوت هذا الدين وصحته منها الأدلة العلمية، أي موافقة القرآن الكريم والأحاديث النبوية للعلوم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبر عن حقائق علمية، والقرآن الكريم كذلك، فجاءت موافقة مطابقة لما اكتشفه العلم بعد هذه القرون المتطاولة.

وينبغي أن يُشاع بين الشباب والشابات المطالعة والمتابعة لما يُقرره العلماء المسلمون الثقات من مباحث (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، ومن أفاضل الناس في هذا الباب الشيخ عبد المجيد الزنداني –حفظه الله تعالى–، وله مباحث طيبة منتشرة، وكذلك الدكتور زغلول النجار، هذا بالإضافة إلى مطالعة صفحة الكون وما فيها من آيات دالة على خالقها سبحانه وتعالى وعلى علمه وقدرته وحكمته، فإن التفكر يثبت الإيمان في النفس ويرسخه في القلب، والشأن كل الشأن في أن يتوجه الشاب المسلم والشابة المسلمة نحو التعرف على دينه وأخذه من مصادره الصحيحة ليكون على بصيرة من أمره.

نحن نشكر لك هذا الاقتراح، ونسأل الله تعالى أن ييسر للمسلمين دعوة شباب الإسلام وتبصيرهم بدينهم، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا أحمد

    نسأل الله الكريم نور الهداية و البصيرة لشباب و بنات المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً