الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحب عن طريق الإنترنت يمكن أن يثمر زواجا ناجحا؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أحبيت فتاة عن طريق الفيس بوك، هل هذه طريقة خاطئة؟ مع العلم أني قابلتها في الجامعة أكثر من مرة، هل طريقة الحب هذه غلط؟

أنا أفكر جديا بالارتباط بها، وأن أفاتح أهلي بالموضوع.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونحب أن نؤكد لك أن العلاقة التي تتكون بهذه الطريقة ليس فيها مصلحة، والأمر لا ينبغي أن يكون بهذه الطريقة، وندعوك إلى التوقف فورًا عن التواصل معها.

وإذا أردت الفتاة فعليك أن تطرق باب أهلها، يعني أول الخطوات هي أن تطرق باب أهلها، وتُخبر أهلك وتُشركهم في الأمر، فإذا تأكدتم بعد ذلك من الموافقة، وحصل الميل والتوافق اكملتم الأمر؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة، بل هو بين عائلتين وقبيلتين وأسرتين، ولذلك أولياء المرأة هم أصحاب الرأي، وأهل الشاب أيضًا هم شركاء في المسألة، وإخوان الرجل هم أعمام الأبناء، وإخوان المرأة هم أخوال الأبناء، ولذلك الإسلام يهتم بوضع العلاقة في إطارها الشرعي.

وإذا وجد الإنسان ميلاً إلى فتاة فأول الخطوات هي: أن يطرق باب أهلها، يتأكد أنها غير مرتبطة، يتأكد أن هناك موافقة، يتأكد أن الميل مشترك، ويأتي بأهله ويحصل التعارف، وهذا ما يسمى بالخطبة، وحتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

من هنا نحن ننصحكم بالتوقف عن التواصل، ثم إخراج هذه العلاقة من العالم الافتراضي إلى عالم الواقع، وبعد ذلك تتقدم رسميًا وتطلب يدها، فإذا حصل الوفاق فعند ذلك تُصبح هي مخطوبة بالنسبة لك، تستطيع أن تتعامل معها كما يتعامل الخاطب مع مخطوبته، طبعًا يستطيع أن يكلمها ويناقشها، لكن لا يخلو بها، ولا يسافر بها، ولا يتوسع معها في الكلام، فإذا أراد أن يمضي أكثر من ذلك يحول هذه الخطبة إلى عقد نكاح كامل فتصبح زوجة له.

وفي حالتكم أيضًا لا ننصح بإخبار الأهل بأن التعارف حصل بهذه الطريقة، حتى لا يُساء بكم الظن، فإن عالم النت عالم مخيف، عالم فيه ذئاب، عالم فيه خديعة، عالم يُسيء الناس به الظن، وحُق لهم أن يفعلوا ذلك، مع أنه قد يكون هناك إنسان طيب أو فتاة طيبة، لكنهم أوردوا أنفسهم مواطن الشبه، وأدخلوا أنفسهم في هذا العالم الغريب الذي هو عالم النت.

وإذا كنت تعرف الفتاة في الجامعة فعليك أن تطرق باب أهلها من هذه الجهة، ولا تُخبروا أحدًا بالذي صار بينكما من تواصل عبر الفيس بوك أو عبر النت أو غير ذلك.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ودائمًا نحن نقول: الزواج بأي طريقة خلاف الطريقة الشرعية هو خصم على أصحابه، ولذلك المسألة قد تحتاج إلى توبة إذا حصل هناك توسع في العلاقات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا نور

    الووو

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً