الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي تأتيه دوخة غريبة على فترات ... ما سببها؟

السؤال

أبي عمره 60، والوزن 84، والطول 152سم، يعاني من دوخة غريبة ظهرت قبل خمس سنوات، منذ أن أجرى عميلة القسطرة بسبب انسداد الشريان بسبب التدخين، فتوقف عن التدخين وأجرى القسطرة، ووضعوا له دعامات، وصرفوا له: plavix 75 mg حبة مرة يوميا، COZAAr 50 mg حبة مرتين في اليوم، ZOCOR 40 mg حبة مرة واحدة في اليوم، Normoten 50 mg حبة مرة واحدة في اليوم، Aspirin 81 mg حبة مرة واحدة في اليوم.

وهو الآن مستمر على العلاج، وفي السنة له مراجعة واحدة فقط؛ بحكم أن المستشفى في مدينة وأبي في مدينة أخرى، -والحمد لله- في جميع مراجعاته الأطباء يجرون له الفحوصات وتكون سليمة.

الذي يقلق راحتنا هذه الدوخة الغربية، فهذه الدوخة تتركه شهرا أو شهرين ثم تأتي، ولا تكون على شكل دوار، وإنما يغيب عن الوعي، فلو كان واقفاً يسقط فجأة دون أن يشعر، ويغيب عن الوعي أحياناً أجزاء من الثانية، وأحيانا تكون قوية وتستمر لمدة خمس إلى عشر ثوان، يسمع فيها مثل الطنين، ويختفي البؤبؤ تحت الجفن، وعيناه مفتوحتان، ولا يكون هناك تشنج، وإنما ارتجاف بسيط في الشفة، مع عدم التحكم في الأطراف كالجثة الهامدة، وتكون بلا سبب؛ بمعنى أنها لا تكون بمؤثرات مثل: الغضب أو (الزعل) بل إنها تأتيه فجأة وهو بيننا، يتحدث معنا ويضحك.

ذهبنا إلى المستشفى وأجروا له أشعة مقطعية، والحمد لله المخ سليم، وعاودته الدوخة مرة ثانية فقرروا إجراء الأشعة المغناطيسية لكنهم رفضوا بسبب الدعامات.

صرف له دكتور المخ والأعصاب: betagen 8mg، وهو الآن مستمر على الدواء، ولكن -كما ذكرت سابقاً- تتركه شهرا أو شهرين ثم تعاوده، وتكون متكررة في اليوم، لا تكاد تمر ثلاث ساعات إلا وتأتيه، وتترواح بين ضعيفة وقوية، حتى أنها تأتيه وهو في النوم ثم يستيقظ من النوم.

أرجو إفادتنا بسببها وما الواجب عمله؟ ولماذا لا يتم إجراء الأشعة المغناطيسية له؟ مع العلم أن أبي أجرى تحاليل للكلى وهى سليمة، وأيضاً عنده سكر وضغط، وهو مستمر على العلاج، ويقوم بالمشي، ومحافظ على نسبة السكر الطبيعة -والحمد لله-، ومع ذلك تأتيه هذه الدوخة؛ لأنهم في البداية قالوا: ربما أنها السبب، لكن الآن أكدوا أن الدوخة ليست بسبب الضغط والسكر، وعلاج السكر: Glucophage500mg حبة ثلاث مرات يوميا، Glumide حبتين مرتين يوميا.

الرجاء منكم التكرم والرد على استفسارنا بسرعة، فهذا ما عهدناه منكم دائماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبوعبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما يحصل عند والدك ليس دوار أو دوخة، وهو ما يسمى بالغشي أو الإغماء؛ لأنه يغيب عن الوعي، وهذا ما يجب أن تركزوا عليه عند مراجعة الأطباء، ومن أسباب الإغماء: انخفاض الضغط وانخفاض السكر، إلا أن هذه الأمور قد تم استبعادها -كما ذكرت- خاصة أن هذه الأعراض يمكن أن تأتي وهو نائم وفي الفراش، وبالتالي فهي ليست من الضغط؛ لأن انخفاض الضغط يحصل مع الجلوس السريع من وضعية الاستلقاء، أو من الجلوس إلى الوقوف.

هناك أمور عديدة يمكن أن تسبب هذه الأعراض وهي: تباطؤ ضربات القلب أو تسارع ضربات القلب، إلا أن تسارع الضربات يحس المريض بها بشكل خفقان وزيادة ضربات القلب، وأما تباطؤ ضربات القلب فقد لا يحس بها المريض، ولذا يفضل إجراء ما يسمى بالهولتر، وهو تخطيط لمدة 24 ساعة، ويقوم المريض بتسجيل الأعراض وتوقيتها، ثم يقوم الطبيب بمراجعة التخطيط ومقارنة توقيت الأعراض، مع التخطيط في ذلك الوقت.

من الأسباب الأخرى: نقص التروية للدماغ، وخاصة الجزء الخلفي، والصور الشعاعية قد لا تظهر ذلك، وإنما يحتاج لصور خاصة للشرايين الدماغية؛ لذا يفضل عرضه على طبيب مختص في القلب، وإخباره تماما بالأعراض التي يشكو منها الوالد؛ لأنه قد يحتاج لهولتر.

نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً