الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يأتيني على فترات شعور بأن الناس يقولون أشياء خاطئة؛ فأشعر بتشتت وخوف.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

بداية: أنا فتاة عمري 20 سنة، غير متزوجة.

أعاني الآن من حالة لا أعرف كيف أصفها؟!

أشعر وكأنني في حلم، كأني لا أستطيع أن أتعامل مع الناس، أخاف أن أخطأ بكلمة، أو أن أقول كلاما ليس في محله، أشعر أن الناس يقولون: أشياء خاطئة، ثم أفكر وأقول: لماذا قالوا هذا؟

مع أنني في السابق لم أكن أدقق في كلام الناس، وكنت أعتبره طبيعيا، لكن في هذه الحالة أشعر أن أشياء تحدث بالطريقة الخطأ، وأفكر مع نفسي لماذا فلان قال: هكذا؟ هل ما قاله شيء طبيعي؟ وأيضا أشعر أن ثقتي بنفسي تقل، وأخاف أن أتكلم وأخطأ بكلمة، أو أن يناديني أحدهم ولا أعرف ماذا أرد عليه؟

أنا أشعر بتشتت كبير وخوف، وأيضا أشعر بقلة تركيز وتشتت، ولا أستطيع أن أقف لأكثر من 3 دقائق، أشعر بدوخة، وأكتافي دائما تنمل، مع صداع خفيف.

باختصار: أشعر وكأني في حلم، وكان الأشياء من حولي ليست حقيقية، لا أستمتع بشيء، شعور سيء جدا جدا، وأنا أبكي كل يوم وأتمنى أن أتخلص من هذه الدوامة.

علما أن شخصيتي في السابق كانت قوية، وواثقة من نفسي جدا، وجريئة، وأحب الحياة، أما الآن بدأت أكره كل شيء، وأرغب في ترك الكلية؛ لأنني لا أستطيع أن أكمل وأنا بهذه الحال.

علما أن هذه الحالة قد أتتني مرتين وبينهم شهور، وتستمر معي قرابة 15 يوما ثم تذهب، أنا أخاف أن يستمر ذلك.

أرجوكم أريد أي شيء، أو علاج أستطيع شراءه، علما أنني من السعودية، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالخوف من الوقوع في الخطأ أمام الآخرين أو افتقاد السيطرة، نسميه بـ (الاندفاع الوسواسي) أي هو نوع من الوسواس القهري، وهذا النمط من الوسواس على العكس تمامًا يعتبر واقٍ لصاحبه، تجد الإنسان حذر جدًّا من أن يقع في الخطأ، والذي يحدث هو العكس تمامًا.

لكني أتفق معك أن الشعور شعور سخيف، خاصة إذا تخالط مع المشاعر الأخرى التي تحدثت عنها، وهي: كأن الأشياء من حولك ليست حقيقية، هذا يسمى بـ (التغرب عن الذات) أو (اضطراب الأنّيَّة) وهو: كأن الإنسان ينظر إلى نفسه من مكان بعيد، وهو جزء من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

إذًا تشخيص الحالة أوردناه لك، وهذا يجب أن يُطمئنك، والأفضل هو أن تذهبي إلى طبيب نفسي ليصف لك بعض العلاجات، ويعطيك المزيد من التوجيهات، ومن ناحيتي أقول لك: إذا كان الذهاب إلى الطبيب النفسي من الصعوبة بمكان فتجاهلي هذه الأفكار، قومي بفعل ضدها، مارسي تمارين الاسترخاء، وانظر حولها استشارتنا برقم: (2136015) مارسيها بانتظام فهي مفيدة.

ومن أفضل الأدوية التي تُزيل هذه الاندفاعات الوسواسية والقلق: عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين).

الجرعة المطلوبة من الفافرين هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك تكون الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، الدواء قطعًا ممتاز وسليم وفاعل جدًّا.

ليس هنالك ما يدعوك لترك الكلية، على العكس تمامًا، يجب أن تكوني أكثر إصرارًا على التحصيل، على التعليم، وحتى تكوني من المتميزين - بإذن الله تعالى -.

الدواء سوف يساعدك كثيرًا على القضاء على كل هذه المشاعر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً