الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استودع الله تعالى الأبناء والأشياء ووقوع القدر .. نظرة شرعية

السؤال

السلام عليكم

الحمد لله على كل حال، والحمد لله على قضاء قدره وعلى أمر كتبه، توفي ابني العزيز وحتى قبل أن يكمل عامه الأول، كنت أستودعه الله دائما، وأسأل الله أن يحفظه، حتى عندما أخبرني الطبيب أنه مات أيضا استودعته الله، هل للاستوداع فوائد عظيمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة وأختنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يعظم أجرك في مُصَابك، وأن يُخلف عليك بخير مما فقدتِ، ونحن نشكر لك صبرك واحتسابك، وهذا عنوان - إن شاء الله - على سعادتك وفلاحك، وأبشري بثواب الله تعالى العاجل والآجل، فإنه ما من عبد يصبر ويحتسب ويفوض أموره إلى الله تعالى، إلا أبدله الله تعالى خيرًا من المصيبة التي وقعت عليه. هذا في دنياه مع ما يدخره الله تعالى له من الثواب الجزيل في الآخرة، فإذا حمد الله تعالى عندما يُصاب بولده، فقد جاء الحديث أن الله تعالى يقول لملائكته: (ابنوا لعبدي بيت الحمد في الجنة).

والصبر والاحتساب - أيتها البنت العزيزة - سببٌ لاستجلاب أمور كثيرة من الخيرات في دنياك وفي آخرتك، فقد أحسنت وأصبت، والله عز وجل لا يُستودع شيئًا إلا حفظه، كما جاء بذلك الحديث الصحيح، وهو بإذنه ومشيئته سيحفظ لك ولدك هذا شافعًا يوم القيامة، فإنه لن يدخل الجنة إلا بعد أن يُدخلك معه، والموت أجل مكتوب، لا بد أن يصل الإنسان إليه، كما قال الله تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملقيكم} وكما قال جل شأنه: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.

فإذا استودعت الله تعالى ولدك فهذا لا ينافيه أنه سيموت في أجله المحدد الذي قد قدره الله تعالى، وأنت مأجورة على استوداعك ربك هذه الوديعة، وعلى تسليمك لقضائه وقدره وصبرك على ذلك، وسيجازيك الله تعالى بأعمالك هذه، وسيحفظ لك هذا الثواب، وستجدينه وتسرين به وتفرحين في موقف أنت أحوج ما تكونين فيه إلى هذا الثواب، وكما قيل: (عند الصباح يحمد القوم السُّرى).

فأنت عندما ترين ثوابك - بإذن الله تعالى - في موازينك، ستحمدين وتشكرين لنفسك هذه المواقف الجميلة الرائعة التي تقفينها في هذه الحياة، فاثبتي على ما أنت عليه، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً