الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي الجديد يريدني أن أترك العمل وأنا أعول به ولديَّ من الأول، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

تزوجت منذ 2006، وانفصلت وقد رزقني الله بطفلين الآن بعمر 6 و7 سنوات، ثم تزوجت برجل ملتزم دينيا ويتقي الله في منذ 3 شهور فقط، ويريد أن أترك العمل من أجل حياة مستقرة؛ لأنه يوجد بمحافظة وأنا بمحافظة أخرى، ويأتي إلي في أيام إجازاتي من العمل.

وللعلم أنا الزوجة الثانية له، وأنا لدي طفلان وأبوهم (طليقي) لا يهتم بهم، ولا ينفق عليهم، وأنا المسؤولة أو العائل الوحيد للأولاد، ولا يوجد لدي مصدر رزق آخر غير عملي، وزوجي يريدني أن أترك العمل من أجل استقرار البيت، وأن أنقل معيشتي إلى محافظته.

أنا في صراع وخوف على مستقبل الأولاد، أن أترك العمل ولا يوجد مصدر رزق لي، وللعلم قبل الزواج من زوجي الثاني وعدني بأن أولادي هم أولاده ولا يوجد فرق بينهما، وأنا خائفة جداً من الحياة فيما بعد.

أتمني أن ترشدوني أي الحياة أفضل؟ وماذا أفعل في حالتي؟ وطلبت منه أن أذهب إلى دكتورة نفسية؛ لأن عقلي أصبح لا يتوقف عن التفكير في مستقبل الأولاد، وأنا العائل الوحيد لهم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نشكر لك الحرص على مصلحة هؤلاء الأطفال، ويؤسفنا أن يقصر والدهم في الإنفاق؛ لأنه المسؤول من الناحية الشرعية، عليه أن يتحمل المسؤولية، ونتمنى أن تؤدبه الجهات القضائية حتى يؤدي ما عليه، فإن هذه مسؤولية ويقع في جرم، وكفى بالمرء إثمًا أن يضيَّع من يعول.

ونحب أن نشكر الزوج الثاني على مبادرته وعلى احتفائه بهؤلاء الأطفال، وعلى إصراره على أن يعتبرهم مثل أبنائه، هي جهود يجب أن تُشكر وتُقدَّر، ومجرد الكلام بذلك ينبغي أن يفرح به الإنسان، فكيف وهو يحاول أن يطبقه إلى عمل.

بالنسبة لترك الوظيفة: نحن نرى إذا كان هناك إمكانية أخذ إجازة ولو مؤقتة من العمل بحيث تعودي – كما يُؤخذ إجازات الأمومة والحمل ونحوها – تأخذي إجازة ولو لسنة أو سنتين، مدة محددة، لكي تحفظي الوظيفة التي لك، وحتى أيضًا تعاوني زوجك الثاني مستقبلاً في الإنفاق على هؤلاء الأطفال، فإنهم إذا كبروا يحتاجون إلى مستلزمات دراسية، وتأمين لكثير من الأشياء، حتى يستطيعوا أن يُكملوا مسيرتهم العلمية.

لكننا نرفض فكرة التفكير في هذا الأمر وإرهاق النفس؛ لأن الله هو الرزاق، والمسلم ما عليه إلا أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ونُخطئ عندما نظن أننا من يُنفق على الأبناء، فهؤلاء الأطفال لهم أرزاق قدَّرها القدير سبحانه وتعالى، بل ربما الكبير وربما كان الأب أو الأم يأكل من رزق هؤلاء الصغار الذي قد تكون أرزاقهم واسعة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وهل تُرزقون وتُنصرون إلا بضعفائكم، بذكرهم ودعائهم وصلاتهم وإخلاصهم) أو كما جاء عن رسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-.

ولا يخفى عليك أن المسلمة أو المسلم إذا احتار في أمر فإنه يلجأ بعد الاستشارة إلى صلاة الاستخارة، والتي كان لأهميتها يعلمها النبي - صلى الله عليه وسلم – لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ولن تندم من تستخير وتستشير، وإذا كان الزوج الثاني سيتحمل المسؤولية فنحن نرى أن طاعة الزوج مقدمة، وسيعوض الله خيرًا هذا الرجل على إحسانه، ونتمنى أيضًا أن يكون في الجانب الثاني اهتمام من الزوج الأول بأبنائه؛ لأنه يُسأل عنهم في الدنيا وسيُسأل عنهم بين يدي الله.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً