الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي ترى وتشعر بأشياء غريبة، فما الذي بها؟

السؤال

السلام عليكم

أولاً: أختي كانت إنسانة قوية الشخصية ولها هيبة مع كل الذين حولها، اجتماعية وعلاقتها كثيرة، وأشدنا تدينا، ولكن قبل سنة أو أكثر كانت تقول: إنها ترى أحلاما مزعجة وتوسوس، وتقول: أحس أن أحدا يتكلم في داخل رأسي، ويصيبها تشنج إذا لم يوجد أحد معها في البيت، وقد قرأت سورة البقرة فداخت وتعبت.

مع العلم أنها حافظة للقرآن، وتشك أنها مسحورة، أو معيونة، أو في بيتها جن بسبب ما ترى وتسمع من أصوات ذئاب عند باب الشقة، وتقول: إن الوزغ يكلمها، وترى رجلا بهيئة ضفدع يتحرش بها، وترى أناساً في بيتها بأشكال بشعة وقذرة.

أحضرنا شيخا وقرأ عليها، فأصابها تعرق شديد، ونوبة بكاء، قال الشيخ: إن فيها عيناً، فهدأت فترة.

الآن أصبحت تشك في كل من حولها، وأن زوجها يخونها مع أخواته أو أخواتها وأمها، وتشعر أن أمها تكرهها، وأن أولادها سيصبحون عاقين، أو سيصيبهم مرض خطير، وأنهم مريضون نفسيا، وتحتقر نفسها كثيراً.

أتمنى أن أعرف ماذا بها بالتحديد، وما حل مشكلتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك هذه، وأسألُ الله تعالى لها العافية.

كما تفضلتِ وذكرتِ بدأت حالتها بنوع من الوساوس والمخاوف القلقية، ثم بعد ذلك تطوَّر الأمر إلى شكوك قد تكون أيضاً مقبولة من الناحية الاجتماعية، فكثير من الأفكار تدور في مجتمعاتنا حول موضوع العين والسحر والجن، لكن الأمر بعد ذلك تطور وأصبح ظناناً وسوء تأويل مرضيٍّ من وجهة نظري، وهذا يسمى بالاضطراب الباروني أو الاضطهادي أو الزواري كما يسميه بعض الناس.

هذه الحالة تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جداً، والإشكال قد يكون في أن أختك ربما لا تقبل العلاج؛ لأنها تعتقد أنها غير مريضة وهذا نجده كثيراً، لكن أعتقد أنه يمكن إقناعها بشيء من الود واللطف والتقارب اللين واللطف معها، فحاولوا أن تقنعوها بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي قولوا لها: إنك مجهدة، إنك غير مرتاحة، وتشخيص حالتها سهل وبسيط جداً، والطبيب سيقوم بإعطائها العلاج وهي محتاجة لدواء واحد فقط مضاد للظنان، ولدينا 6 إلى 7 أدوية فعالة جداً.

إذا رفضت أن تذهب أعتقد أنه يمكن أن تذهبي بها إلى أحد الإخوة المشايخ الفضلاء، واشرحوا لها حالتها، والشيخ سوف يقرأ عليها، أاعتقد أنه يمكن أن يقنعها بأن تذهب لتقابل الطبيب، لكن لا بد أن يكون هنالك اتفاق مسبق مع الشيخ للفت نظره إلى ما ذكرناه، والحمد لله تعالى الآن لدينا عدد كبير من الإخوة المشايخ الذين يتفهمون أهمية الطب النفسي في علاج الحالات مثل حالة أختك الكريمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً