الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حجم الجنين الطبيعي خلال الحمل واحتياطات الولادة الطبيعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا حامل في الأسبوع 30، أرجوكم أفيدوني.

أعيش ببلد أوربي وهذا حملي الثالث ولكنه الأول ببلد أجنبي، ولا يجرون تصويرا إلا مرة واحدة عادة خلال الحمل، والباقي زيارات اعتيادية، ذهبت في الأسبوع 28 وقاست القابلة بطني وأخبرتني أن قياسه بالأسبوع 26، أي أقل بأسبوعين، وأنا لاحظت من خبرتي أن بطني صغير هذا الحمل قياسا بحملاتي السابقة، وحولت للمشفى للتصوير وكان وزن الجنين 1017 غراما، وأخبروني أنه صغير وأقل درجة في الطبيعي بالمخطط البياني، وأعطوني موعدا لإعادة التصوير بعد أسبوعين وأنا أنتظره الآن.

هل الوزن قليل؟ وما هي المخاطر؟ علما أني أعتقد أن الوزن لا بأس به، لماذا اعتبروه منخفضا؟ وعادة أضع مواليدي بوزن 3300 و 3200 غرام، هل يمكن أن يأتي طفلي صغير الحجم أو ليس طويلا أو جسيما؟ أم هذه المسألة لا تعتبر الآن؟ علما أني وزوجي نعتبر طوال القامة.

سؤالي الثاني: استغربت القابلة كثيرا عندما علمت أنه بولاداتي السابقة ببلد عربي جرى لي بضع للفرج وقطب، وعلمت من صديقاتي أنه هنا لا يجرون بضعا للفرج، أخاف أن لا يجروا لي ويحدث توسع بالمنطقة، ماذا أفعل؟ هل هذه طريقة صحيحة؟ وهل ترجع المنطقة لطبيعتها وحجمها إن لم يبضع الفرج ويضيق من جديد؟

ثالثا: بولاداتي السابقة لا يأتيني طلق طبيعي، وأتجاوز 41 أسبوعا بلا أي بوادر، وأعطى تحريضا فقط، بابنتي الأولى نزل ماء الجنين وحده ولم يأت طلق، وأخبروني أن عنق الرحم قاس وجاف، وتعبت كثيرا بالولادتين، وكانت فترة التحريض بالوريد بالأولى 11 ساعة، وبالثانية 7 ساعات، عانيت أشد الألم، هل طبيعتي أنه لا يأتيني طلق طبيعي؟ أرغب هذه المرة أن يأتيني طلق طبيعي وأكون على راحتي، لأنه بالمرتين السابقتين يعطونني التحريض ولا يسمحون لي بالتحرك، وأعاني كثيرا من آلام الظهر وأرغب بالحركة، ولكن يربطون قدماي ولا يسمحون لي، وهذا يؤثر كثيرا علي وقت الولادة وأبكي بكاء لا يتوقف طوال المخاض، هل من طريقة أو مأكولات أو أي شيء أستطيع فعله هذه المرة ليأتيني طلق طبيعي؟ وهل تنصحوني بإبرة الظهر مع الولادة الطبيعية؟ أم أتحمل الألم أفضل وأكتفي بالغاز المخدر؟

جزيتم الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا عزيزتي-، وأحب أن أطمئنك وأقول لك:

أولا: إن وزن الجنين عندك يعتبر مناسبا لعمر الحمل، وحتى لو كان قياس البطن بالمتر أقل من المتوقع بدرجة، فهذا غالبا سببه أن جدار البطن يرتخي مع تكرر الحمول، فلا يعود القياس دقيقا كما في الحمل الأول أو الثاني. إن وزن الجنين عندك ممتاز ومناسب جدا لعمر 28 أسبوعا، فلا داعي للقلق، والمهم عند عمل التصوير التلفزيوني هو قياس سرعة النمو في الجنين، فمثلا إن تبين بالتصوير التلفزيوني بأن قياسات الجنين قد ازدادت أسبوعين بعد مرور أسبوعين، فهنا يتأكد 100% بأن نمو الجنين طبيعي -إن شاء الله تعالى-.

ثانيا: بالنسبة لخزع الفرج، فلعل القابلة لم تفهم قصدك جيدا، فليس صحيحا بأن كل الولادات في الغرب تتم بدون خزع الفرج، وما يحدث في غرف الولادة في أي مكان في العالم هو أنه يتم تقييم حالة العجان لحظة اقتراب خروج الرأس، فإن تبين بأن الولادة ممكنة من دون حدوث تمزقات في العجان، فهنا لا يتم عمل خزع للفرج، أما إن تبين بأن العجان متوتر جدا ومعرض لحدوث التمزقات، فهنا يتم عمل خزع للفرج بغض النظر عن رقم الولادة، بمعنى آخر قد تكون الماخض بكرا ومع ذلك تتمكن من الولادة بشكل طبيعي بدون الحاجة إلى عمل خزع للعجان، لأن العجان عندها قد تمدد بما يكفي لخروج الرأس، وقد تكون الماخض في حملها الرابع أو الخامس، ومع ذلك تحتاج إلى عمل خزع للفرج لإتمام الولادة بسلام.

وبالطبع سيحدث توسع في المنطقة مع كل ولادة وعند كل سيدة، فإن اشتكت السيدة من هبوط أو توسع وكان له أثر سلبي على حياتها الزوجية، فهنا يتم عمل إصلاح للتوسع لكن بعد مرور 6 أشهر على الولادة.

ثالثا: نعم هنالك بعض السيدات لا يلدن إلا بالطلق الصناعي، وسبب عدم حدوث الطلق الطبيعي لا يزال غير معروف، فآلية المخاض هي آلية معقدة تتداخل فيها عوامل عديدة، وأهم شيء ننصح به هو أن تبقى السيدة محافظة على نشاطها البدني حتى اللحظات الأخيرة من الحمل، كما ننصح بأن تبدأ بالمشيء بشكل يومي مدة نصف ساعة، وذلك بعد أن تتم 37 أسبوعا، مع مراعاة أن ترتدي حذاء مريحا يحافظ على توازن جسمها، وشرب الكثير من الماء.

بالنسبة لإبرة الظهر، فالأمر عائد لك ولدرجة تحملك، فإن كنت من النوع الذي يخاف ويصرخ كثيرا، ويتوتر حتى عند الفحص أو زرق الإبر خلال الولادة، أي كانت (عتبة الألم عندك منخفضة) فهنا ستفيدك جدا إبرة الظهر، أما إن كنت من النوع الذي يتحمل ما يحمله المخاض من معاناة، سواء من ناحية الألم وزرق الإبر، وتكرار الفحص وغير ذلك من التداخلات، أي كانت (عتبة الألم عندك مرتفعة) فهنا لا داعي لهذه الإبرة، على كل حال إن إعطاء الإبرة لا يتم إلا في شروط وظروف خاصة يجب توافرها أولا.

نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً