الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قناة على اليوتيوب فيها مسلسلات وأغاني.. أنا تائب ولكن؟

السؤال

السلام عليكم

منذ عامين تقريباً كانت لدي قناة على اليوتيوب أقوم برفع بعض المسلسلات اﻷجنبية عليها، وكانت تحتوي معظمها على أغاني وموسيقى -الحمد لله- أني توقفت عن فعل ذلك الآن، وكنت قد قررت أن أغلق هذه القناة منذ فترة قريبة، وصدمت عندما وجدت أن عدد المشاهدات الكلية للقناة قرابة العشرة مليون، المشكلة الأكبر من هذا أني لا أستطيع الدخول نظراً لبعض المشاكل التي سيطول ذكرها، وقد حاولت بشتى الطرق، لكن يبدو أنه لا سبيل لإغلاق هذه القناة، هل تعتبر هذه سيئة جارية لي في الدنيا إلى يوم القيامة؟ وما الحل إذاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونحييِّ فيك هذا الضمير الحيِّ، الذي كان سببًا في رجوعك إلى الحق والصواب، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد، ونرجو أن تستمر في محاولات إغلاق هذه القناة، أو التخفيف من شرها، أو نصح إلى الذين يدخلون هذه المواقع وتذكيرهم بأنك صاحب القناة، وأنك قد تُبت ورجعت إلى الله تبارك وتعالى، وإذا استطعت أن تغيّر فبها ونعمتْ، وإلا فإن العظيم هو القائل: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} وقال: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} خاصة بعد أن قمت بالمحاولات في النصح غيَّرت المنكر الذي في استطاعتك تغييره.

فانجُ بنفسك، واجتهد في نصح الآخرين وفي إسعادهم، وجنِّد نفسك للنصح والدعوة إلى الله، وتفقه في هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

إذا تبت إلى الله توبة نصوحًا، واجتهدت وحاولت في الإصلاح، ولم تستطع فإن الحرج عليك مرفوع، والله تبارك وتعالى قال في التائبين الصادقين المخلصين في توبتهم وأوبتهم: {فأولئك الذين يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا}.

وقال: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}، فالمهم هو صدق التوبة، والمهم هو الإخلاص في التوبة، والمهم هو البعد عن المعاصي، والإقلاع عنها، والندم على ما مضى، والإكثار من الحسنات الماحية، ثم بعد ذلك لا مانع من أن تستمر في محاولات النصح وتغيير هذا المنكر الموجود كأي منكر، يجب على المسلم أن يسعى جهده في تغييره، وإذا عجزت فأرجو أن تُدرك أنه لا حرج عليك طالما أديت ما عليك، والعظيم يعلم منك صدق النية.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً