الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي وأهلي والمجتمع بعيدون عن الله.. فكيف أعيش معهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغم زواجي من شخص طيب القلب، إلا أنني أشعر بضيق نفسي وبكاء دائم وحزن، وأشعر بعدم حب أهلي لي، والتفرقة بيني وبين أخواتي، وحزنت أكثر لاكتشافي أن زوجي يعشق المواقع الإباحية، والشات مع البنات والمتزوجات، وحزني تضاعف عندما رأيته يمارس العادة السرية.

كنت أتصارع مع نفسي كي أتقرب إلى الله بزوج يعينني على هذا، وانتقبت - ولله الحمد - بعد معاناة في بيت أهلي وزوجي (14) عامًا لرفضهم هذا، وعدم تقبلهم تقربي من الله.

أرجوكم ساعدوني، كيف أعيش بمثالية وسط هذه الحياة والضغوط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الموقع، ونشكر لك الثناء على هذا الزوج، وهنيئًا لك بالالتزام بالحجاب والستر الكامل الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، ونؤكد لك أن من استطاعت أن تتجاوز أهواء الناس وأزمات الأهل، وتتحجب وتتستر طاعة لله تبارك وتعالى، تستطيع أن تتجاوز الأزمات.

وكره أهلك لك لن يضرك، عليك أن تقومي بواجبك، والمهم هو أن تكون العلاقة بينك وبين ربك أولاً على ما يُرام.

وليت الذي بيني وبينك عامر**** وبينـي وبين العالمين خـرابُ

وإذا صحَّت العلاقة بينك وبين الله، فإن الله تبارك وتعالى يأمر جبريل فينادي: إن الله يُحبُّ فلانة فيحبُّها أهل السماء، ثم يُلقى لها القبول في الأرض، قال العظيم تبارك وتعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}.

أما بالنسبة لما يحصل من زوجك من مخالفات فأرجو أن تقتربي منه، وتكوني إلى جواره، وتتزيني له، وتهتمي به، وتُغنيه عن تلك المناظر التي ينظر إليها، ولا مانع من أن تذكّريه بالله تبارك وتعالى، ونؤكد لك أن قُربك منه سيُبعد عنه كل شيطانٍ وشيطانة، وكوني عونًا له على الخير والطاعة، وأقبلي قليله واشكريه، ليأتيك منه الكثير، ولا تحزني إذا وقع في خطأ؛ لأنه يُغضب الله قبل أن يُقصِّر في حقك، فاجعلي همَّك إصلاحه، وأظهري له الشفقة والخوف عليه، وتواصلي مع أهلك، فكوني الأفضل، وكوني الأحسن دائمًا، وحاولي أن تذكري الله تعالى، واعلمي أن هذا الحزن الذي يأتيك من الشيطان، وهمُّ الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، وإذا كان الحزن بلا سبب فهو الغم، وعلاج الغمِّ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، {فاستجبنا له ونجيناه من الغمِّ}، وهي ليست لنبي الله يونس – عليه السلام - خاصة، لكنها لجميع المؤمنين، ولذلك قال: {وكذلك نُنجي المؤمنين}.

فكوني مع الله، واعلمي أن الطمأنينة مكانها واحد: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب}.

أدِّ ما عليك، وسلِ الله الذي لك، وكوني مع الله، واشغلي نفسك بطاعته، واقتربي من زوجك، وعاونيه على الطاعة، كوني له عونًا على الشيطان، وليس العكس، وهنيئًا لك بطيبة قلبه، واتخذيها مدخلاً للثناء عليه ومدحه، ثم بيان ما تريدين منه بعد ذلك، وحاولي أن تقتربي منه، وشاركيه الاهتمامات؛ لأن وجود القواسم المشتركة يعمّق العلاقة بين الزوجين، وحاولي دائمًا أن تستثمري لحظات وجوده معك حتى لا يجد فراغًا للأمور التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً